الجار مفهومه وحقوقه
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله رب العالمين وهب لنا من فضله وجوده الإيمان وجعله بكرمه ومنته علينا جماعة المؤمنين برهان على حسن العقيدة في حضرة الرحمن وعلى صدق الإتباع للنبي العدنان وعلى الرغبة في العمل الصالح في كل وقت وآن
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له انزل لنا من القواعد التشريعية والقيم الإلاهية من لو عملنا به صارت حياتنا ومجتمعاتها كلها سوية وهنية
واشهد ان سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله احيا الله به الإيمان في القلوب وجعل حسن الإتباع لحضرته ازالة للتعب واللغوب ومَنجَاة من النار وفوزا بالجنة يوم لقاء علام الغيوب
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه ووفقنا للعمل بشرعه اجمعين يا الله
وصلى اللهم وسلم وبارك على آله الطيبين وصحابته المباركين وكل من اهتدى بهديه الى يوم الدين وعلينا معهم اجمعين بمنك وجودك يا اكرم الأكرمين
اما بعد
اخي المؤمن
عندما يسمع المؤمن عن ما كان علية مجتمع المدينة المنورة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وما نحن عليه الأن في مجتمعاتنا يجد بونا شاسعا وفارقا كبيرا
لماذا؟
لان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بتطبيق قواعد الإيمان
وجعل للإيمان علامات يراها ويلمسها كل انسان فيعلم في نفسه صدق إيمانه ويرى غيره صحة إيمانه
هذه العلامات لو ظهرت في اي مجتمع من المجتمعات صلحت احوال هذا المجتمع
ومن هذه العلامات
قول النبي صلى الله عليه وسلم
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه (البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه)
علامات بينات بينها المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يكون المؤمن على بينة من أمره وعلى هدي ورشد من كتاب ربه وعلى هدي من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم يزن بها المؤمن إيمانه
نأخذ حقا واحدا من هذه الحقوق في عجالة سريعة وهو حق الجوار
الجار له حقوق لا نستطيع عدها وسردها في هذا الوقت القصير
نختصرها على امور ثلاث
ان يمنع المؤمن شروره وآثامه وظلمه عن جاره
فإن لم يفعل دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم
"واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟
قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عن ابي هريرة رضي الله عنه)
بوائقه يعني شروره وآثامه
فأي جار يتعدى على جاره بالقول او بالفعل أو بأي امر من الأمور فقد دخل في هذه الحديث النبوي الذي اقسم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لشدة خطورته لأنه ينبغي للمؤمن ان يعزل كل أذاه عن الجار
ولذا قال صلى الله عليه وسلم
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره" ( متفق عليه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه)
لا يسبب للجار اي اذى
حتى أن من يؤذي جاره لا يكون له في الآخرة من نصيب، ولذا كانت إمراه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله :
" إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ و تَصومُ النَّهارَ و تفعلُ ، و تصدَّقُ ، و تُؤذي جيرانَها بلِسانِها ؟
فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلم لا خَيرَ فيها ، هيَ من أهلِ النَّارِ) (البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه)
لماذا ؟
لأنه لو كان فيها خيراً فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر، فلن تؤذي جارة بلسانها ولا بيدها ولا غيره إذا كانت تمشي على المنهج الإسلامي وعلى خُلقٍ نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
اسمعوا معي الى هدي السلف الصالح في هذا المجال
كان رجلا من الصالحين وعنده فئران كثيرة تدخل بيته فقال له تلميذ من تلاميذه انا عندي قطة ماهرة في اصطياد الفئران احضرها لك قال لا قال ولما قال لأن الفئران اذا سمعت صوت القطة تركت المنزل وذهبت الى الجيران فأكون قد اذيتهم
هؤلاء القوم كانوا يقولون الجار وإن جار
لأن الله عز وجل جعل له حق فوق حق الإخوة
قال الله تعالى:
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا" (36 النساء)
فبين الله سبحانه وتعالى أن الجار ثلاث
فإن كان جار مسلما قريبا فله ثلاثة حقوق حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار
وان كان جار مسلم ليس قريب فله حقان حق الجوار وحق الإسلام
وأن كان غير مسلم فله حق الجوار
وحق الجوار كان يبدأ به السابقين من المهاجرين والانصار
فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه عندما كان يذبح اضاحيه يوم العيد ويريدون أن يوزعوا منها على الفقراء والأصحاب والجيران يقول ابدأوا بجارنا اليهودي تأليفا لقلبه لأن أهل الإسلام يعاملون الناس معاملة كريمة طلبا لمرضات الله عز وجل
ينبغي على الجار والجار وسع النبي صلى الله عليه وسلم دائرته حتى قال صلى الله عليه وسلم
"أمرا ابا بكر وعمر رضي الله عنهما ان يقفا على باب المسجد وينادون ألا ان اربعين جارا جار" (رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا)
فالجار إلى اربعون من الأمام ومن الخلف وعن اليمين واليسار ما حقهم؟؟
ان تسلم عليهم وأن تتفقد احوالهم
وأن لا تسيء اليهم في أهلهم لشدة تحذير النبي من ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم مبينا حرمة الجار
" ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله وهو حرام إلى يوم القيامة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره
قال ما تقولون في السرقة
قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام إلى يوم القيامة
قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق جاره (رواه احمد من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه)
ومن حقوقه أن تخلفه في اهله اذا سافر وترك اهله واولاده تحقيقا لحق الجوار كما امر الله عز وجل
ومن عِظَمِ حق الجار قال فيه صلى الله عليه وسلم
"مازال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه" (متفق عليه من حديث بن عمر رضي الله عنهما)
او كما قال
🤲 ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة🤲
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الذي اكرمنا بهداه ونفعنا بكتاب الله وعلمنا من علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلنا من خيار عباده المؤمنين
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون
واشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد في الأولين وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد في الآخرين وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد في الملاء الأعلى ويوم الدين
اما بعد
اخي المؤمن
الجار هو من جاور الإنسان في السكن، أو العمل، أو الدراسة،.
وقد جعل الشرعُ محبّة الخير للجار علامةً من علامات الإيمان، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس خيرهم لجاره فقال صلى الله عليه وسلم
"خَيْرُ الأَصحاب عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى خَيْرُهُمْ لصاحِبِهِ، وخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّه تَعَالَى خيْرُهُمْ لجارِهِ" (رواه الترمذي عن عبدِاللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما)
وبين صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا لنا عما يجب علينا نحو الجار
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولنا وللمسلمين الى يوم الدين
" أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ ؟
إِنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ ، وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ ،
وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ ، وَإِنِ مَرِضَ عُدْتَهُ ،
وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ ،
وَلَا تَسْتَطِلْ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ ، فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ ،
وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِ لَهُ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا ، وَلَا يَخْرُجْ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهِ وَلَدَهُ ،
وَلَا تُؤْذِهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا ،
أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَبْلُغُ حَقَّ الْجَارِ إِلَّا مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ (رواه الطبراني في الكبير من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده)
🤲اسأل الله تبارك وتعالى أن يرشد المسلمين إلى أحسن أحوالهم، وأن يوفقهم إلى أفضل أعمالهم، وأن يجعلنا جميعاً له متوجهون، وبكتابه القرآن الكريم مستمسكون، وبنبيه صلى الله عليه وسلَّم مقتدون ...
🤲🤲 ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعه صفحة الخطب الإلهامية
او
الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله رب العالمين وهب لنا من فضله وجوده الإيمان وجعله بكرمه ومنته علينا جماعة المؤمنين برهان على حسن العقيدة في حضرة الرحمن وعلى صدق الإتباع للنبي العدنان وعلى الرغبة في العمل الصالح في كل وقت وآن
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له انزل لنا من القواعد التشريعية والقيم الإلاهية من لو عملنا به صارت حياتنا ومجتمعاتها كلها سوية وهنية
واشهد ان سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله احيا الله به الإيمان في القلوب وجعل حسن الإتباع لحضرته ازالة للتعب واللغوب ومَنجَاة من النار وفوزا بالجنة يوم لقاء علام الغيوب
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه ووفقنا للعمل بشرعه اجمعين يا الله
وصلى اللهم وسلم وبارك على آله الطيبين وصحابته المباركين وكل من اهتدى بهديه الى يوم الدين وعلينا معهم اجمعين بمنك وجودك يا اكرم الأكرمين
اما بعد
اخي المؤمن
عندما يسمع المؤمن عن ما كان علية مجتمع المدينة المنورة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وما نحن عليه الأن في مجتمعاتنا يجد بونا شاسعا وفارقا كبيرا
لماذا؟
لان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بتطبيق قواعد الإيمان
وجعل للإيمان علامات يراها ويلمسها كل انسان فيعلم في نفسه صدق إيمانه ويرى غيره صحة إيمانه
هذه العلامات لو ظهرت في اي مجتمع من المجتمعات صلحت احوال هذا المجتمع
ومن هذه العلامات
قول النبي صلى الله عليه وسلم
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه (البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه)
علامات بينات بينها المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يكون المؤمن على بينة من أمره وعلى هدي ورشد من كتاب ربه وعلى هدي من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم يزن بها المؤمن إيمانه
نأخذ حقا واحدا من هذه الحقوق في عجالة سريعة وهو حق الجوار
الجار له حقوق لا نستطيع عدها وسردها في هذا الوقت القصير
نختصرها على امور ثلاث
ان يمنع المؤمن شروره وآثامه وظلمه عن جاره
فإن لم يفعل دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم
"واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟
قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عن ابي هريرة رضي الله عنه)
بوائقه يعني شروره وآثامه
فأي جار يتعدى على جاره بالقول او بالفعل أو بأي امر من الأمور فقد دخل في هذه الحديث النبوي الذي اقسم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لشدة خطورته لأنه ينبغي للمؤمن ان يعزل كل أذاه عن الجار
ولذا قال صلى الله عليه وسلم
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره" ( متفق عليه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه)
لا يسبب للجار اي اذى
حتى أن من يؤذي جاره لا يكون له في الآخرة من نصيب، ولذا كانت إمراه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله :
" إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ و تَصومُ النَّهارَ و تفعلُ ، و تصدَّقُ ، و تُؤذي جيرانَها بلِسانِها ؟
فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلم لا خَيرَ فيها ، هيَ من أهلِ النَّارِ) (البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه)
لماذا ؟
لأنه لو كان فيها خيراً فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر، فلن تؤذي جارة بلسانها ولا بيدها ولا غيره إذا كانت تمشي على المنهج الإسلامي وعلى خُلقٍ نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
اسمعوا معي الى هدي السلف الصالح في هذا المجال
كان رجلا من الصالحين وعنده فئران كثيرة تدخل بيته فقال له تلميذ من تلاميذه انا عندي قطة ماهرة في اصطياد الفئران احضرها لك قال لا قال ولما قال لأن الفئران اذا سمعت صوت القطة تركت المنزل وذهبت الى الجيران فأكون قد اذيتهم
هؤلاء القوم كانوا يقولون الجار وإن جار
لأن الله عز وجل جعل له حق فوق حق الإخوة
قال الله تعالى:
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا" (36 النساء)
فبين الله سبحانه وتعالى أن الجار ثلاث
فإن كان جار مسلما قريبا فله ثلاثة حقوق حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار
وان كان جار مسلم ليس قريب فله حقان حق الجوار وحق الإسلام
وأن كان غير مسلم فله حق الجوار
وحق الجوار كان يبدأ به السابقين من المهاجرين والانصار
فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه عندما كان يذبح اضاحيه يوم العيد ويريدون أن يوزعوا منها على الفقراء والأصحاب والجيران يقول ابدأوا بجارنا اليهودي تأليفا لقلبه لأن أهل الإسلام يعاملون الناس معاملة كريمة طلبا لمرضات الله عز وجل
ينبغي على الجار والجار وسع النبي صلى الله عليه وسلم دائرته حتى قال صلى الله عليه وسلم
"أمرا ابا بكر وعمر رضي الله عنهما ان يقفا على باب المسجد وينادون ألا ان اربعين جارا جار" (رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا)
فالجار إلى اربعون من الأمام ومن الخلف وعن اليمين واليسار ما حقهم؟؟
ان تسلم عليهم وأن تتفقد احوالهم
وأن لا تسيء اليهم في أهلهم لشدة تحذير النبي من ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم مبينا حرمة الجار
" ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله وهو حرام إلى يوم القيامة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره
قال ما تقولون في السرقة
قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام إلى يوم القيامة
قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق جاره (رواه احمد من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه)
ومن حقوقه أن تخلفه في اهله اذا سافر وترك اهله واولاده تحقيقا لحق الجوار كما امر الله عز وجل
ومن عِظَمِ حق الجار قال فيه صلى الله عليه وسلم
"مازال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه" (متفق عليه من حديث بن عمر رضي الله عنهما)
او كما قال
🤲 ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة🤲
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الذي اكرمنا بهداه ونفعنا بكتاب الله وعلمنا من علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلنا من خيار عباده المؤمنين
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون
واشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد في الأولين وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد في الآخرين وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد في الملاء الأعلى ويوم الدين
اما بعد
اخي المؤمن
الجار هو من جاور الإنسان في السكن، أو العمل، أو الدراسة،.
وقد جعل الشرعُ محبّة الخير للجار علامةً من علامات الإيمان، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس خيرهم لجاره فقال صلى الله عليه وسلم
"خَيْرُ الأَصحاب عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى خَيْرُهُمْ لصاحِبِهِ، وخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّه تَعَالَى خيْرُهُمْ لجارِهِ" (رواه الترمذي عن عبدِاللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما)
وبين صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا لنا عما يجب علينا نحو الجار
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولنا وللمسلمين الى يوم الدين
" أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ ؟
إِنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ ، وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ ،
وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ ، وَإِنِ مَرِضَ عُدْتَهُ ،
وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ ،
وَلَا تَسْتَطِلْ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ ، فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ ،
وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِ لَهُ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا ، وَلَا يَخْرُجْ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهِ وَلَدَهُ ،
وَلَا تُؤْذِهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا ،
أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَبْلُغُ حَقَّ الْجَارِ إِلَّا مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ (رواه الطبراني في الكبير من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده)
🤲اسأل الله تبارك وتعالى أن يرشد المسلمين إلى أحسن أحوالهم، وأن يوفقهم إلى أفضل أعمالهم، وأن يجعلنا جميعاً له متوجهون، وبكتابه القرآن الكريم مستمسكون، وبنبيه صلى الله عليه وسلَّم مقتدون ...
🤲🤲 ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعه صفحة الخطب الإلهامية
او
الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد