استقبال شهر رمضان
خطبة الجمعة
—————––—––––——
لفضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، قابل التوب، وغافر الذنب، أمرنا بطاعته، وأعاننا على عبادته بتوفيقه وحوله وقوته
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إلهٌ توَّاب رحيم، وبخلقه جواد ورؤف وكريم،
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أمرنا بكل خير لنا في الدنيا والآخرة وحبَّبنا في الطاعات، وشوقنا إلى العبادات
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على الهادي البشير، الذي وصفته في قرآنك بأنه السراج المنير، سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من اهتدي بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين،
🤲آمين .. آمين، يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ, فِيهِ خَيْرٌ، يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلائِكَةٍ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ)( الطبراني عن عبادة بن الصامت رَضِيَ الله عنه).
أيها الإخوة جماعة المؤمنين
يفتح الله عزَّ وجلَّ في شهر رمضان اوكازيونا عاماً للخير والبر والفتح لجميع الأنام،
فمن صلَّى فيه فريضة كتبها الله عزَّ وجلَّ له بأجر سبعين فريضة،
ومن صلَّى فيه تطوعاً كتب الله عزَّ وجلَّ له من الأجر كمن أدَّى فريضة.
جعل الله عزَّ وجلَّ النوم في نهاره - للتقَّوِى على قيامه - عبادة مقبولة، والصمتُ عن اللغو والكلام في نهاره تسبيحٌ له أجر مضاعف عند الله عزَّ وجلَّ،
يصف الحبيب صلى الله عليه وسلَّم ذلك فيقول:
{نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ}[ البيهقي عن عبد اللَّه بن أَبي أَوْفَى رَضِي الله عنه].
هذا الشهر الكريم كيف كان النبي الرءوف الرحيم يتأهل له ويتجهز له هو وصحبه الكرام؟
نأخذ مقتطفات من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم:
كان صلَّى الله عليه وسلَّم يتجهز في شعبان لشهر رمضان بالإكثار من الصيام، تجهيزاً للجسم وللقلب والفؤاد وتسخيناً له استعداداً لصيام شهر رمضان،
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يكثر القيام في شهر شعبان حتى يتعود الجسم وتتعود النفس، ويتعود القلب على القيام في شهر القيام،
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يجالس أصحابه في شهر شعبان يدرِّس لهم ويعلمهم أحكام الصيام وسنن القيام، حتى إذا دخل رمضان عبدوا الله على علم، فقد علموا ما يفعلون، وقد تنبهوا إلى ما عنه يسهون،
والصيام والقيام - وأي عمل لله عزَّ وجلَّ -كي يكون مقبولاً لابد أن يُبنى على العلم.
لا ينتظر المسلم حتى يدخل رمضان ويبدأ صيام أيام رمضان، ثم يحضر مجالس العلماء ويسألهم عن أحكام الصيام!!، فالذي صُمته إن كان يوماً أو بعض يوم - على أي أساس صمته؟!!
وعلى أي فقه في دين الله فعلته؟!!،
فلنجعل البقية الباقية من أيام شعبان لدراسة أحكام الصيام،
ولدراسة سنن القيام،
ودراسة هدى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في رمضان، حتى إذا جاء شهر رمضان تفرغنا بالكلية لطاعة ربِّ البرية عزَّ وجلَّ.
وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون أن يتأهبوا ويتجهزوا ويستعدوا لشهر رمضان بالتوبة النصوح لله عزَّ وجلَّ،
بالرجوع إلى الله عزَّ وجلَّ، وبالإنابة إلى الله عزَّ وجلَّ ، والخجل والإحساس بالندم على ما فعله العبد في حق نفسه، أو حق إخوانه، أو حق مولاه،
ثم يضرع إلى الله عزَّ وجلَّ تائباً، ويعزم عزماً أكيداً ألا يعود إلى هذا الذنب، وينته فوراً عن فعله، ولا يجالس المعين له على الوقوع فيه.
فإن كانت حقوقاً للعباد أسرع بردِّ مظالم العباد إليهم، لأن التوبة لا تجوز في حقوق العباد إلا لمن ردَّ الحقوق إلى أهلها،
ومن أهم ما يستعد به المؤمن لاستقبال شهر رمضان
يجالس العلماء ليتعلم منهم أحكام الشريعة الغراء في الصيام،
و يجالس أئمة القراء ليتعلم منهم الكيفية الصحيحة لتجويد القرآن، أو تصحيح تلاوة القرآن، حتى إذا تلاه في رمضان كان له الأجر الوافر من حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ. صحيح أن الذي يقرأ القرآن بمشقة، أي ويتعتع فيه له أجران، لكن الذي يقرأ القرآن بمهارة مع السفرة الكرام البررة!!.
وكان التجار يحضرون للمسلمين ما يحتاجون إليه في رمضان، ويتبارون في تيسير الأسعار، وفي القناعة في القليل من الرزق، لأنهم يريدون أن يعينوا المؤمنين على طاعة رب العالمين.
لا يحتكرون الأقوات، ولا يُخزنون ما يحتاجه المسلمون ليرفعوا الأسعار، لأن النبي قال لهم وعلَّمهم: (لاَ يَحْتَكِرُ إلاَّ خاطئ)[ صحيح مسلم وسنن أبي داوود عن مَعْمَرِ بنِ عبد الله رضِيَ الله عنه]، أخطأ طريق الجنة!!.
وقال فيه في الحديث الآخر:
(من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد بريء من الله تعالى، وبريء الله تعالى منه)[ مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما].
فكان التجار يجلبون للمسلمين الضرورات التي يحتاجونها في شهر رمضان حتى يتفرغ المسلمون في هذا الشهر لطاعة الله، وعبادة الله، والإقبال على حضرة الله،
قال صلى الله عليه وسلَّم: يقول الله تعالى في حديثه القدسي:
(كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَىٰ سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللّهُ عزَّ وجلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ}[ صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عنه].
أو كما قال،
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الذي هيأنا للهدى والخير وجعلنا من عباده المؤمنين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ الخير وإله البرِّ على كل شيء قدير.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير.
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا لحسن متابعته في الدنيا وشفاعته يوم القيامة يا الله.
إخواني جماعة المؤمنين:
حتى نعلم فضل هذا الشهر الكريم الذي نحن مقبلون عليه، ورد في صحيح الأخبار عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهُ:
(أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيَ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعاً، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ الآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ. قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ - فِي الْمَنَامِ - بَيْنَما أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ. فَإِنَّكَ لَمْ يَأَنْ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذلِكَ، فَبَلَغَ ذلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلَّم: «مِنْ أَيِّ ذلِكَ تَعْجَبُونَ؟»
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَاداً، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلَّم:
«فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»)[ سنن ابن ماجة عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنه].
أي أنه نال هذه المنزلة العالية لأنه أكرمه الله وصام بعده شهر رمضان، فإن أجر المسلم في شهر رمضان لا يستطيع كل كمبيوترات الدنيا - ولو اجتمعت - أن تحسبه لعبد واحد من عباد الله المسلمين!!، ففضل الله عزَّ وجلَّ علينا عظيم بهذا الشهر الكريم.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يشرح صدورنا لطاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.....
🤲 ثم الدعاء🤲
🥦🥦🥦
وللمزيد من الخطب
الدخول على موقع
فضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد
خطبة الجمعة
—————––—––––——
لفضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، قابل التوب، وغافر الذنب، أمرنا بطاعته، وأعاننا على عبادته بتوفيقه وحوله وقوته
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إلهٌ توَّاب رحيم، وبخلقه جواد ورؤف وكريم،
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أمرنا بكل خير لنا في الدنيا والآخرة وحبَّبنا في الطاعات، وشوقنا إلى العبادات
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على الهادي البشير، الذي وصفته في قرآنك بأنه السراج المنير، سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من اهتدي بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين،
🤲آمين .. آمين، يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ, فِيهِ خَيْرٌ، يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلائِكَةٍ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ)( الطبراني عن عبادة بن الصامت رَضِيَ الله عنه).
أيها الإخوة جماعة المؤمنين
يفتح الله عزَّ وجلَّ في شهر رمضان اوكازيونا عاماً للخير والبر والفتح لجميع الأنام،
فمن صلَّى فيه فريضة كتبها الله عزَّ وجلَّ له بأجر سبعين فريضة،
ومن صلَّى فيه تطوعاً كتب الله عزَّ وجلَّ له من الأجر كمن أدَّى فريضة.
جعل الله عزَّ وجلَّ النوم في نهاره - للتقَّوِى على قيامه - عبادة مقبولة، والصمتُ عن اللغو والكلام في نهاره تسبيحٌ له أجر مضاعف عند الله عزَّ وجلَّ،
يصف الحبيب صلى الله عليه وسلَّم ذلك فيقول:
{نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ}[ البيهقي عن عبد اللَّه بن أَبي أَوْفَى رَضِي الله عنه].
هذا الشهر الكريم كيف كان النبي الرءوف الرحيم يتأهل له ويتجهز له هو وصحبه الكرام؟
نأخذ مقتطفات من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم:
كان صلَّى الله عليه وسلَّم يتجهز في شعبان لشهر رمضان بالإكثار من الصيام، تجهيزاً للجسم وللقلب والفؤاد وتسخيناً له استعداداً لصيام شهر رمضان،
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يكثر القيام في شهر شعبان حتى يتعود الجسم وتتعود النفس، ويتعود القلب على القيام في شهر القيام،
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يجالس أصحابه في شهر شعبان يدرِّس لهم ويعلمهم أحكام الصيام وسنن القيام، حتى إذا دخل رمضان عبدوا الله على علم، فقد علموا ما يفعلون، وقد تنبهوا إلى ما عنه يسهون،
والصيام والقيام - وأي عمل لله عزَّ وجلَّ -كي يكون مقبولاً لابد أن يُبنى على العلم.
لا ينتظر المسلم حتى يدخل رمضان ويبدأ صيام أيام رمضان، ثم يحضر مجالس العلماء ويسألهم عن أحكام الصيام!!، فالذي صُمته إن كان يوماً أو بعض يوم - على أي أساس صمته؟!!
وعلى أي فقه في دين الله فعلته؟!!،
فلنجعل البقية الباقية من أيام شعبان لدراسة أحكام الصيام،
ولدراسة سنن القيام،
ودراسة هدى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في رمضان، حتى إذا جاء شهر رمضان تفرغنا بالكلية لطاعة ربِّ البرية عزَّ وجلَّ.
وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون أن يتأهبوا ويتجهزوا ويستعدوا لشهر رمضان بالتوبة النصوح لله عزَّ وجلَّ،
بالرجوع إلى الله عزَّ وجلَّ، وبالإنابة إلى الله عزَّ وجلَّ ، والخجل والإحساس بالندم على ما فعله العبد في حق نفسه، أو حق إخوانه، أو حق مولاه،
ثم يضرع إلى الله عزَّ وجلَّ تائباً، ويعزم عزماً أكيداً ألا يعود إلى هذا الذنب، وينته فوراً عن فعله، ولا يجالس المعين له على الوقوع فيه.
فإن كانت حقوقاً للعباد أسرع بردِّ مظالم العباد إليهم، لأن التوبة لا تجوز في حقوق العباد إلا لمن ردَّ الحقوق إلى أهلها،
ومن أهم ما يستعد به المؤمن لاستقبال شهر رمضان
يجالس العلماء ليتعلم منهم أحكام الشريعة الغراء في الصيام،
و يجالس أئمة القراء ليتعلم منهم الكيفية الصحيحة لتجويد القرآن، أو تصحيح تلاوة القرآن، حتى إذا تلاه في رمضان كان له الأجر الوافر من حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ. صحيح أن الذي يقرأ القرآن بمشقة، أي ويتعتع فيه له أجران، لكن الذي يقرأ القرآن بمهارة مع السفرة الكرام البررة!!.
وكان التجار يحضرون للمسلمين ما يحتاجون إليه في رمضان، ويتبارون في تيسير الأسعار، وفي القناعة في القليل من الرزق، لأنهم يريدون أن يعينوا المؤمنين على طاعة رب العالمين.
لا يحتكرون الأقوات، ولا يُخزنون ما يحتاجه المسلمون ليرفعوا الأسعار، لأن النبي قال لهم وعلَّمهم: (لاَ يَحْتَكِرُ إلاَّ خاطئ)[ صحيح مسلم وسنن أبي داوود عن مَعْمَرِ بنِ عبد الله رضِيَ الله عنه]، أخطأ طريق الجنة!!.
وقال فيه في الحديث الآخر:
(من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد بريء من الله تعالى، وبريء الله تعالى منه)[ مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما].
فكان التجار يجلبون للمسلمين الضرورات التي يحتاجونها في شهر رمضان حتى يتفرغ المسلمون في هذا الشهر لطاعة الله، وعبادة الله، والإقبال على حضرة الله،
قال صلى الله عليه وسلَّم: يقول الله تعالى في حديثه القدسي:
(كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَىٰ سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللّهُ عزَّ وجلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ}[ صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عنه].
أو كما قال،
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الذي هيأنا للهدى والخير وجعلنا من عباده المؤمنين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ الخير وإله البرِّ على كل شيء قدير.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير.
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا لحسن متابعته في الدنيا وشفاعته يوم القيامة يا الله.
إخواني جماعة المؤمنين:
حتى نعلم فضل هذا الشهر الكريم الذي نحن مقبلون عليه، ورد في صحيح الأخبار عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهُ:
(أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيَ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعاً، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ الآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ. قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ - فِي الْمَنَامِ - بَيْنَما أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ. فَإِنَّكَ لَمْ يَأَنْ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذلِكَ، فَبَلَغَ ذلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلَّم: «مِنْ أَيِّ ذلِكَ تَعْجَبُونَ؟»
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَاداً، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلَّم:
«فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»)[ سنن ابن ماجة عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنه].
أي أنه نال هذه المنزلة العالية لأنه أكرمه الله وصام بعده شهر رمضان، فإن أجر المسلم في شهر رمضان لا يستطيع كل كمبيوترات الدنيا - ولو اجتمعت - أن تحسبه لعبد واحد من عباد الله المسلمين!!، ففضل الله عزَّ وجلَّ علينا عظيم بهذا الشهر الكريم.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يشرح صدورنا لطاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.....
🤲 ثم الدعاء🤲
🥦🥦🥦
وللمزيد من الخطب
الدخول على موقع
فضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد