



إذا كانت الصلاة فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج في شهر رجب قبل الهجرة بعام، وأمر الله سبحانه وتعالي حبيبه صلي الله عليه وسلم أن يتجه وهو في الصلاة تجاه بيت المقدس تأليفاً لأهل الكتاب، فكان النبي صلي الله عليه وسلم ـ وكان ذلك متاحاً في مكة ـ يصلي تجاه المسجد الحرام وخلفه بيت المقدس.
فلما هاجر إلى المدينة لم يستطع أن يتجه إلى الإثنين معاً، لأن مكة في جهة، وبيت المقدس في جهة أخرى، وهناك تقَوَّل اليهود وقال الله فيهم:


الذين عندهم طيشٌ وخفةٌ في العقل، فقالوا: إنه اتجه إلى قبلتنا لأنه يعلم أن ديننا هو الحق، فكره النبي صلي الله عليه وسلم الاتجاه إلى بيت المقدس، وأراد بقلبه أن يتجه إلى بيت الله الحرام قبلة أبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام.
لكنه صلي الله عليه وسلم كان لا يفعل شيئاً من نفسه، لا يقول ولا يفعل شيئاً إلا بإذنٍ من ربه عز وجل :


وكان النبي صلي الله عليه وسلم كما وصفه مولاه: أعظم الأولين والآخرين والنبيين والملائكة المقربين والخلق أجمعين حياءاً وأدباً مع الله:


فاستحى أن يسأل ربه في ذلك.
ونزل عليه الأمين جبريل يوماً فأْتنس به وسامره وقال له النبي صلي الله عليه وسلم : وددت لو أن الله عز وجل صرفني عن قبلة اليهود، فقال الأمين جبريل: إنما أنا عبدٌ مثلك لا أملك شيئاً، ولكن سل الله عز وجل أن يحوِّلك عن قبلة اليهود إلى قبلة أبيك إبراهيم، لكن النبي علمه الله أنه يعطيه بلا طلب.


لكن نبينا صلي الله عليه وسلم يقول له ربه بدون سؤال:


وموسى يقول لربه عز وجل :


لكن نبينا صلي الله عليه وسلم يقول له ربه بدون سؤال:


يعطيه بلا طلب وبلا سؤال.



