الإقبال والقبول
نرى في الأمة قسمين؛ قسمٌ اهتمَّوا بالأعمال الظاهرية وجعلوها غاية المنى وهي غاية المراد، وتناسوا القلوب ولم يعبأوا بها إلا قليلاً. وهؤلاء الواحد فيهم رغم الفتح في العبادات ورغم المجاهدة الشاقة في السنن والنوافل والقربات، عندما يسمع أهل الفتح يُنكر ويعترض، ويقول - كما نسمع من بعضهم: "لو أن هناك رؤيا صالحة لكان أولى بها أنا - لأنه يرى أنه لا يعَبْدُ الله أحدٌ مثله - ولو كان هناك في الكون فتحٌ إلهي - كما تتحدثون - لكان أولى به أنا - لما يرى في نفسه من جَلَدٍ على الطاعة، ومن شدة ومشقة في العبادة!!، ونسي أو تناسى أن العبرة ليست بالعمل، وإنما العبرة بقبول العمل. اعمل ما شئت، لكن المهم أن تنال القبول في عملٍ - ولو قليل - من الله عزَّ وجلَّ، ولذا قال صلى الله عليه وسلَّم منوهاً إلى ذلك: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين لم يحدِّث نفسه فيهما بشئ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).بعض الناس يصلي العمر كله ولا يستطيع أن يصلي هاتين الركعتين!!، للمشاغل والمشاكل التي تنتابه أثناء الصلاة، وهو يظن أنه يُحسن العمل، لكنه لم ينظر إلى القبول - ولذلك قال بعض الصالحين: (الجاهل يهتم بالإقبال، والعالم يهتم بالقبول). الجاهل يهتم بإقبال الخلق عليه!!، وماذا يفعل لك الخلق؟!! - لكن العالم يهتم بالقبول عند الله، فيرى أنه لابد له أن يأخذ بالأسباب التي تؤدِّي إلى قبول العمل عند مولاه جلَّ في علاه.
مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
نرى في الأمة قسمين؛ قسمٌ اهتمَّوا بالأعمال الظاهرية وجعلوها غاية المنى وهي غاية المراد، وتناسوا القلوب ولم يعبأوا بها إلا قليلاً. وهؤلاء الواحد فيهم رغم الفتح في العبادات ورغم المجاهدة الشاقة في السنن والنوافل والقربات، عندما يسمع أهل الفتح يُنكر ويعترض، ويقول - كما نسمع من بعضهم: "لو أن هناك رؤيا صالحة لكان أولى بها أنا - لأنه يرى أنه لا يعَبْدُ الله أحدٌ مثله - ولو كان هناك في الكون فتحٌ إلهي - كما تتحدثون - لكان أولى به أنا - لما يرى في نفسه من جَلَدٍ على الطاعة، ومن شدة ومشقة في العبادة!!، ونسي أو تناسى أن العبرة ليست بالعمل، وإنما العبرة بقبول العمل. اعمل ما شئت، لكن المهم أن تنال القبول في عملٍ - ولو قليل - من الله عزَّ وجلَّ، ولذا قال صلى الله عليه وسلَّم منوهاً إلى ذلك: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين لم يحدِّث نفسه فيهما بشئ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).بعض الناس يصلي العمر كله ولا يستطيع أن يصلي هاتين الركعتين!!، للمشاغل والمشاكل التي تنتابه أثناء الصلاة، وهو يظن أنه يُحسن العمل، لكنه لم ينظر إلى القبول - ولذلك قال بعض الصالحين: (الجاهل يهتم بالإقبال، والعالم يهتم بالقبول). الجاهل يهتم بإقبال الخلق عليه!!، وماذا يفعل لك الخلق؟!! - لكن العالم يهتم بالقبول عند الله، فيرى أنه لابد له أن يأخذ بالأسباب التي تؤدِّي إلى قبول العمل عند مولاه جلَّ في علاه.
مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد