حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    النظافة سلوك حضاري وإنساني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    النظافة سلوك حضاري وإنساني  Empty النظافة سلوك حضاري وإنساني

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أكتوبر 09, 2018 9:29 am

    النظافة سلوك حضاري وإنساني
    خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
    ******************************************
    الحمد لله رب العالمين أنزل لنا خير دين على خير نبي وجعلنا خير أمة أخرجت للناس أجمعين واختصنا بخير كتاب أنزله إلى خلقه جعل فيه بيان لكل شيء وتبيانا لكل أمر وهدى ورحمة للمؤمنين

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له أنزل هذا الدين وخصه بصفات الكمال وجعل أهله وأتباعه دائما ظاهرين بالجمال لأن نبيهم صلى الله عليه وسلم قال في شأن الواحد المتعال
    " إن الله جميل يحب الجمال "( رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود)

    وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله كان المثل الأعلى للإنسانية جمعاء في كل الأنحاء فهو قدوة المؤمنين وأسوة المسلمين والنموذج الأقوم في حياته وكل شئونه للخلق أجمعين
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه ووفقنا أجمعين للعمل بشريعته والاقتداء بسنته يا لله واجعلنا أجمعين في الآخرة تحت لواء شفاعته واجعنا أجمعين في الجنة بجوار حضرته
    آمين آمين يا رب العالمين

    أما بعد أيها الأحبة جماعة المؤمنين
    ما أحوج المؤمنين في هذا الزمان إلى الرجوع إلى النهج الاكمل الذي رسمه الله في القرأن وسار عليه وأمر به وحث عليه النبي العدنان صلى الله عليه وسلم
    فقد اختزل المسلمون في هذا الزمان تعاليم الإسلام في العبادات التي بينهم وبين الله وهذا أمر يقول فيه الله جل في علاه
    " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" ( الجاثية15)
    بينما نجد الإسلام فيه جمال وكمال يحتاج أن يراه منا الآخرون ليدخلوا في دين الله عز وجل أفواجا فإن الله عز وجل كلف كل مؤمن أن يكون في ظاهره جمال وفي باطنه جمال وفي أخلاقه ومعاملاته كمال ولا يتم ذلك إلا بالتأسي والاقتداء بإمام الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم

    هذا الدين لم يترك للمسلم شيئا في شئون حياته ، في حركاته ، في سكناته ، في مشيه ، في أكله ، في شربه ، في منامه إلا ووضع له لائحة إلهية وتفسيرات لها من الحضرة النبوية فالمسلم الذي جاء مثلنا اليوم إلى هذا المكان ليؤدي صلاة الجمعة مع عباد الله المؤمنين طلب منه الحبيب صلى الله عليه وسلم أن يجمل ظاهره للخلق كما يجمل باطنه للحق عز وجل فالخلق لهم حقوق عليك فالمؤمن مثاليّ في كل هذه الامور عليه ان يغتسل قبل ان يأتي إلى هذا المكان وأوجب النبي هذا الغسل فقال صلى الله عليه وسلم :
    حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده" (متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه )
    هذا بخلاف الأغسال الشرعية التي تدعوها الضرورات الشرعية والتي لابد منها وعليه بعد ذلك اذا كان سيترك شعره ان يكرمه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    " من كان له شعر فليكرمه" (رواه ابو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه)
    وعليه بعد ذلك ان يلبس احسن ماعنده وان يتطيب وأن يغسل أسنانه حتى لا يُرى منه أو يشمّ منه إلا الروائح الطيبة العطرة
    قال صلى الله عليه وسلم :
    "صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك" ( رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها)
    وقال صلى الله علسه وسلم موضحا جلية هذا الأمر :
    لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل يارسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق (انكار الحق) وغمط الناس (ظلم الناس وعدم اعطائهم حقوقهم) " ( رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)
    ورأى صلى الله عليه وسلم رجلا وشعره شعثا قد تفرق شعره
    فقال صلى الله عليه وسلم أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه ورأى رجلا عليه ثياب وسخة فقال أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه" ( رواه احمد والنسائي عن جابر رضي الله عنه)
    وقال لأصحابه أجمعين : أصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" (رواه أبو داود وأحمد عن سهل بن الحنظلية )
    النموذج الطيب والمثال العظيم الذي من يراه يعلم ان هذا دين قويم يراعي الدنيا ويراعي خلق الله كما يراعي حق المولى جل في علاه

    ووقت النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين توقيتا لإزالة كل العوائق البشرية التي تغير الإنسان فقال سيدنا أنس رضي الله عنه وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقلم الاظافر ونزيل العانة ونزيل ما تحت الإبط كل أربعين يوما مرة ( رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه)
    هذا إن دل فإنما يدل على عناية هذا الدين بجمال الظاهر للمؤمنين
    وكما طالبه الإسلام بظاهر جسمه أن يكون جميلاً أمره الإسلام أيضا أن يطهر باطنه نحو خلق الله ويعمره بما يحبه مولاه
    فلا ينبغي لمؤمن أن يقف بين يدي الله عز وجل ولم ينقِ قلبه من الغش والحقد والحسد والكره لخلق الله لأن مجتمع المؤمنين إن كانوا في مسجد أو في قرية أو في مدينة أو في كل بلدان المسلمين جعل الله عنوانهم في قرآنه الكريم
    " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ( الحجر47) كيف لمؤمن أن يقف بين يدي ربه وهو يحسد الخلق على ما آتاهم الله أو يحمل ضغينة لأخ يشاركه في لا إله إلا الله محمد رسول الله
    أو يتمنى زوال نعمة آتاها الله لعبد من عباد الله
    "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ"( 54 النساء)
    لابد أن يتيقن أن قلبه عند مناجاة الله وعند لقاء خلق الله ينطبق عليه قول المولى جل في علاه " إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89 الشعراء)
    بالله عليم إخوتي لو ظهر المسلمون بهذا الذي قلناه فقط أيكون بينهم مشكلات ؟ أيحدث بينهم خلافات ؟
    أيتخلف عن اتباع هذا الدين احد في اي جهة من الجهات؟
    لانهم ظهروا بجمال الإسلام الظاهر والباطن فاذا زادوا على ذلك بمكارم الاخلاق وكانوا مقتدين بإمام الأنبياء والمرسلين في ذلك لا يخرج من افواههم الا الكلم الطيب ولا يصدر من حركاتهم وسكناتهم الا طيب ويرن دائما في آذان قلوبهم قول حبيبهم:
    "إن الله طيب لا يقبل إلا طيب... "(رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)
    يدخلون في قول الله " وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ( الحج 24)
    لا تجد مؤمنا فظا ولا غليظا ولا صخابا ولا فاحشا ولا يخرج من فيه كلمة بذيئه أو لفظة سفيهة لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال
    "ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذي" (رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)
    ليس هذا من أخلاق أهل الإيمان وإنما أخلاق أهل الإيمان كما قال الله عز وجل في القرآن حتى مع غير المسلمين ماذا نقول لهم يارب
    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"(83 البقرة).
    حتى مع غير المسلمين لا تقل إلا الحسن من القول لأنك مندوب تتحدث باسم هذا الدين فلا بد أن تكون تصرفاتك كلها اقتباسا من إمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران 159)
    فكان ديدنه الشفقة والعطف والرحمة واللين
    دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ذات مره وكان مسجده في بدايته غير مفروش بفرش يصلون على الحصى وجاء رجل من الأعراب وأخذ جانبا من المسجد وبال فقام الناس ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" ( البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه)
    قال يا هذا إن هذا بيت لله ينبغي أن يكون طاهرا لله عز وجل فلا تعد إلى ذلك ابدا فقال الرجل نعم ما جئت به يا حبيي يا رسول الله .

    إن الحبيب علم أن هذا الرجل سيفعل ذلك لجهله والجهل عذر شرعي فعلمه وبعد ان يُعلمه لن يعود إلى ذلك ابد

    هذا مبدأ نبوي وضعه النبي لكل مسلم إذا رأيت من يفعل شيئا عن جهل بدين الله لا تعنفه ولا تسبه ولا تشتمه ولا تقول له إنك في جهنم وبئس القرار لأنك بذلك تطرده من رحمة الله ولا تملك ذلك وتبعده عن دين الله ولكن خذه برفق ولين : لم فعلت هذا يا أخي ؟. ألا تدري أن الدين نهى عن ذلك إن كان لا يدري فعلّمه وإن كان يدري فعاتبه برفق ويكفيه بعد ذلك تأنيب نفسه.
    إن الدين عندنا لا يأمر المؤمنين بتأديب الآخرين ولكن إيقاظ مراقبة الله حتى يؤنب نفسه بنفسه وهذه هي النفس اللوامة
    وإذا أنّب نفسه بنفسه ارعوى ورجع إلى الصواب وبحث هو بنفسه على طريق الحق الذي يرضي الله عز وجل والذي يحبه خلق الله عز وجل منه

    جماعة المؤمنين :
    الدين في هذا الزمان في حاجة إلى إظهار الجمال الإسلامي الذوق الرفيع القرآني
    إن الذين يذهبون إلى أوربا واليابان ويتشدقون بالإتيكيت والآداب الرفيعة أين هؤلاء لو نظروا إلى حقيقة آداب القرآن وآداب أهل الايمان لكنهم يقرأونها في الكتب ولا يجدونها عيانا بين أهل الايمان فيتحسرون على ما يرون مع أنهم تعلموا ذلك من عندنا ونحن الذين علمنا البشرية كلها هذه الآداب الرفيعة والأذواق الكريمة وبدايتها من اهتمام المسلم بنفسه ظاهرا وباطنا
    ألا تعلم يا أخي المسلم أن الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم يدخل رجل الجنة بعمل يسير قال فيه صلى الله عليه وسلم
    "بينما رجلا يمشي بطريق وجد عصن شوك في الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له" (متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه )
    أين ذلك من المؤمنين الذين يلقون فضلاتهم في الطرقات ويتبولون في الطرقات ويكثرون من العثرات في الطرقات ليعيقوا المسلمين والمسلمات الم يسمع هؤلاء أن الني صلى الله عليه وسلم قال عن الايمان
    الايمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله الا الله وادناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ( رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    إماطة الأذى عن الطريق صدقة( البخاري ومسلم )
    إماطة الاذى عن الطريق عبادة يثيب الله عز وجل فاعلها
    لأن طرقات المؤمنين ومنازل المومنين يجب أن تكون أرقى حضاريا من كل بيوت الكافرين وغير المسلمين
    قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما هاجر إلى المدينة " إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود ، تجمع الأكباء ( أي القاذورات ) في دورها " (رواه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه)
    قال صلى الله عليه وسلم التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة

    الخطبة الثانية
    الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا بهداه وملأ قلوبنا بتقواه وجعلنا في هذه الدنيا في ذكره وشكره وحسن عبادته على الدوام ،
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ،
    وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، الصادق الوعد الأمين ،

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والتابعين والناهجين على سبيله إلى يوم الدين واجعلنا معهم ومنهم أجمعين في الدنيا ويوم الدين آمين آمين يا رب العالمين ،
    أيها الأحبة جماعة المؤمنين،
    يتجاهر الناس بالشكوى في هذا الزمان في كل مكان ، من الأمراض التي ظهرت وتعسر علاجها ، أو فَحُش أجر علاجها ، أو غلا ثمن عملياتها ، وانتشرت بغير حساب بين المؤمنين، ولم يفكر جماعة المؤمنين في الأوبئة الخطيرة ، والأمراض الفظيعة ، التي فككت عرى مجتمع المؤمنين ،
    بعد أن كان مجتمع المؤمنين كرجل واحد ، يقفون مع بعض في الشدائد ، ويعينون بعضهم في الرخاء ، ويتعاونون على عمل البر والتقوى ، أصبحت بينهم خلافات لا حد لها، وساحات المحاكم تمتلئ بالقضايا التي لا أحب ذكرها، لأنني أكره سماعها وخاصة بين ذوي الأرحام ، وأكل مال الأيتام ، والغصب والظلم لعباد الله في كل زمان ومكان ، وما يصحب ذلك من أنواع التزوير التي يتفننون فيها ومن أنواع التشهير التي يشهرون بها على أحبابهم وإخوانهم ، بغير داع ، ما السبب في ذلك؟
    وما الذي نحتاجه لنعود إلى العهد الأول ، لعهد رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟
    فالأمراض الأخلاقية هي التي هزمت المجتمعات الإسلامية ،

    كل داء مهما استشرى وزاد عن الحد ، فله دواء في عالم الصحة ،
    لكن متى نتخلى عن مرض الكذب ، الذي يؤدي إلى سوء الأخلاق ، والنفاق وعدم الثقة بين المؤمنين
    متى نتجمل بالوفاء بالوعد ؟ متى نقوم دوما بالمحافظة على حسن العهد ؟

    إذا جاء المؤمنون في يوم وكانوا كلهم صادقين فأبشروا واعلموا أن النصر آت لنا لا ريب فيه ، من رب العالمين
    لأن الله قال في هذه الأمة
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" ( التوبة 119)
    أمة الصادقين وهذه الصفة الكريمة تجعلهم أمة الصديقين يبعثون يوم القيامة كلهم صديقون وهي أعلى رتبة عند الله بعد النبيين والمرسلين
    قال صلى الله عليه وسلم
    " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " (رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)

    وقيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا قال قد يكون ، قيل أيكون المؤمن بخيلا قال قد يكون ، قيل أيكون المؤمن كذابا قال لا المؤمن ليس بكذاب ، المؤمن ليس بكذاب، المؤمن ليس بكذاب " رواه البيهقي ومالك عن صفوان بن سليم )
    لأن المؤمن يعلم أن الذي يسمعه قبل الجالس بجواره هو السميع عز وجل ، فإذا كذب على هذا الفاني ، فماذا يقول غدا للباقي عز وجل ،
    " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (18 ق)
    والرقيب هو الله ووصف بأنه عتيد يعني شديد المراقبة ، يعلم السر وأخفى يعلم خفيا ت السرائر وما في الضمائر ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ماذا يقول الإنسان للرحمن إذا كذب على بني الإنسان من أجل مصلحة دنيئة فانية وقد تكون قدرها له الله عز وجل فبدلا من أن يأخذها بطريق حلال يأخذها بطريق الكذب والاحتيال والعياذ بالله عز وجل،

    فإذا أصلح المؤمنون وأول ذلك الصدق مع الله والصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصدق مع خلق الله دبت الثقة في نفوس المؤمنين ، فأصبح الأزواج سعداء لأن أياً منهم لا يكذب على الثاني وأصبح المجتمع سعيدا لأن التاجر لا يكذب ليربح مكسبا غير حلال حرمه عليه الله وحتى الإنسان لو سئل عن أي أمر لا يعرفه يقول كما في الأثر " من قال لا أدري فقد أجاب " فإذا فعلنا ذلك ، كان بداية العلاج لكل مشاكل مجتمعنا ، مهما عملت الحكومات ومهما جاءنا من معونات لن تحل المشكلات إلا إذا بدأنا بالأخلاق التي غرسها القرآن ورسخها بفعله وقوله وعمله النبي العدنان ، وجعلها هي الدستور الذي ينبغي أن يكون عليه أهل الإيمان ....
    ثم الدعاء
    ***************************************
    وللمزيد من الخطب الدخول على موقع فضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 9:03 pm