عجباً أرى شمسا بعين سريرتي
والليل أليل في غياهب ظلمة
يا أيها الشمس المضيئة إنني
مما أشاهد في عظيم الحيرة
ليل وشمس أشرقت بضيائها
تخفي شموس الصحو وقت الضحوة
عجباً أفي الملكوت أسبح ؟ أم أنا
فانٍ بمشهد حضرة روحية ؟
أم وُوجِهَتْ روحي بنور تنزل
فرأت جمالاً مشرقاً بنزاهة
ليل وشمس ذا عجيب مدهش
ماذا ؟ أفي الفردوس روضة جلوة ؟
أم جردت نفسي من الكون الدني ؟
وسرت إلى الملإ الأعلى ببهجة ؟
يا ليل قد كنت الستارة تحجبن
عني الجمال فصرت نور حقيقتي
أتناولت روحي الطهور فهيمت ؟
لمشاهد اللاهوت سر الجلوة ؟
أم فك عنصرها فلاح جمالها ؟
بحقائق الأسرار غيب الصورة ؟
ماذا الذي يراه قلبي ظاهرًا ؟
والليل أسدل ستره بالحكمة ؟
ليل ونور مشرق لسريرتي
ضدان قد جمعا بأسرع لحظة
لا تعجبن فالشمس تشرق جهرة
في ليل إسراء الحبيب لحضرة
ليل تحن له النفوس تألها
وبه الصفا والأنس بعد الجلوة
ليل به أسرى المهيمن ربنا
بحبيبه لمقام أكمل جلوة
من وجهة الأجسام للقدس العلي
للرفرف الأعلى لنور الهيبة
للقدس للغيب المصون مواجها
ومجملاً بجمال أكمل رغبة
لله جلت ذاته وتنزهت
عن مدرك الأفكار أو عن حيطة
يا قلب تلك الشمس في ليل الصفا
شمس المراد الفرد حال الحظوة
شمس الحبيب المصطفى وضياؤه
تجلى على روحي وشمس سريرتي
فاشْهَدْ جمالاً مشرقاً يا قلبُ في
آنات إسراه تفز بالبغية
نعم عيونك بالجميل مواجها
نور المحيا من جمال السدرة
يا قلب هذه لحظة الإقبال قد
لاحت بها شمس الهدى لبصيرتي
يا سيدي بالحظوة الكبرى وبالسر
المصون وبالبها والعزة
وبسر جلوتك العلية سيدي
وبما به أوحى ونور الرأفة
وبسر محو البين بالقرب الذي
من بعد ( أو ) في حضرة أزلية
نظرن إلى مضنىً مشوقٍ هائمٍ
أنت الغياث وأنت أقصى بغيتي
ودا أيا سر الوجود لمغرم
يحيا به متنعما في طيبة
أشهدت عين القلب نورك ظاهرا
أشهد عيون الراس نور الوجهة
كلي مشوقا للشهود تعطفن
بالوصل يا مولاي وارحم حوبتي
يا سيدي روحي تنعم دائما
نعم وحقك ظاهري بالرؤية
آنس بوجهك والها ومؤلها
فشهود وجهك لا بحجبٍ طِلْبَتي
وانظر لأولادي بعين حنانة
وأخي وأصحابي وكل أحبتي
أنت الوسيلة والغياث لعائذ
أنت الحياة وأنت كل النعمة
وعليك من ذات العلي صلاته
والوارثين ومن حظوا بالصحبة
كان الغرام وكان الوجد يعلوني
حتى رأيت حبيب الروح بعيوني
تجلى لي بعد فرقي في جلالته
إلى الكمال لمجلى الذات يدعوني
فصرت لا شوق لي من بعد رؤيته
لأنني صرت في روضات تمكين
صرت الغرام وصرت الراح صافيها
لمن صفاهم لـه بحقيقة الدين
أفيض عشقا على أهل القلوب وفي
حظائر القدس منزلتي وتعييني
أكتم الحال عن غيري وأستره
ولو أحلى به يخفى بمضنوني
إن قلت أشتاق ذا قول أردده
ليطمئن أخو ولـهٍ وتلوين
أنا الغرام لأرواح مطهرة
أنا المدام لمن فازوا بمكنون
والنور في أفق قلب قد صفا ووفا
ما لي وللوجد بعد الكشف بعيوني
الحب مني ومني الوجد أجمعه
لأنني أنا محبوب بتكويني
إن قلت ولـهان فالأسرار غامضة
هل بعد محوي جمال عنه يلويني ؟
قد كنت مصطلما في لوعة وعنىًً
حتى محاني عن الجنات والعين
فخلياني فحالي لـها أبوح به
إلا لفرد مراد حال تمكين