الرئيسية
الورع ==============
أرأيتم أحوال الصالحين؟! نحن حاليًا نستهين بهذه الأمور، ولكن هم لا، قال (ﷺ) : 
{ خَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ } [1]
أفضل شيء في الدين هو الورع، والورع هو اتقاء الشبهات، مال لا يحل لي فلماذا آخذه؟ وما شأني به؟ أحاول أن آخذه بالرضا أو بالغصب لا يجوز.
فمثلًا تشتري شيء، بكم الطماطم؟يقول لها: بخمسة جنيهات للكيلو،
تقول له: بأربعة، فلم يوافق،
تقول له: زن لي، فيزن لها، وبعد أن يزن تُخرج له أربعة جنيهات وتلقيهم له، يقول لها: أنا غير مسامح، تقول له: لا يهم.
بذلك هي أخذت حرام، وأطعمت نفسها وأولادها حرام، لأنه لا بد أن تؤخذ الحاجة بطيب نفس، فإذا كان غصبًا عن النفس، فهذا لا يجوز.
المؤمن حريص دائمًا أن لا يأخذ أي شيء من أي إنسان قريب أو غريب، حتى لو أب أو أم إلا بطيب نفس، وقد شاع في هذه الأيام أن الأبناء يرغموا الآباء أن يدفعوا لهم كذا وكذا، وهذا حرام، ولا يصح. لابد أن يكون كل شيء برضا نفس، فأبيك من حقه أن يأخذ من مالك ما يريد، لأنك كما قال (ﷺ) { أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ }[2]
لكن أنت لا، فلا تأخذ منه إلا برضاه، وبطيب نفس، فلو احتاج شيئًا من بيتك يأخذه كما يريد، لكن أنت محتاج لشيء من عنده، فهل تذهب دون علمه وتأخذه؟لا يجوز، لا بد أن يعطيه لك هو بطيب نفس، لماذا؟ لأنك قد تأخذ هذا الشيء وهو يتغير عليك ويغضب، ولا أحد يعرف الآجال، ولو مات على غضب عليك فتكون قد تعست في دنياك وفي أُخراك،
فأهم شيء تحرص عليه أنه لا يتغير من ناحيتك، ويكون في رضاء تام، إن كان الأب أو الأم، لذلك نحرص جميعًا على العمل بقوله (ﷺ)
{ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسِهِ }[3]============================
[1]
الطبراني ومسند البزار عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه[2]
سنن ابن ماجة ومسند أحمد عن جابر رضي الله عنه[3]
سنن الدارقطني ومسند أحمد عن أنس رضي الله عنه============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام 
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله ===========================
