السعادة والصفاء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السعادة والصفاء

السعادة والصفاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السعادة والصفاء

سر الوصول إلى السعادة والصفاء والسلام النفسي ،أسراروأنوار القلوب التى صفت وأشرقت بعلوم الإلهام وأشرفت على سماوات القرب وفاضت بعلوم لدنية ومعارف علوية وأسرار سماوية



    سؤال عن البدعة والمحدثات وإجابة الشيخ محمد علي سلامة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1890
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    سؤال عن البدعة والمحدثات وإجابة الشيخ محمد علي سلامة Empty سؤال عن البدعة والمحدثات وإجابة الشيخ محمد علي سلامة

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 19, 2015 5:44 pm

    [center]
    الشيخ محمد علي سلامة يجيب ببصيرة نورانية وعلوم لدنيّة عن سؤال حول البدعة
    حديث حول السنة والبدعة
    سؤال: هل كل ما يستجد في الأمة الإسلامية بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة ؟.
    الجواب: إن هناك أمورا كثيرة جداً – لا تدخل تحت الحصر – استجدت في محيط الأمة الإسلامية، بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام أصحابه رضي الله عنهم من بعده يتلمسون لها الأحكام والحلول – مجتهدين في ذلك – من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك مثل: قتال مانعي الزكاة، وجمع القرآن، وقد كان مكتوبا في صحف متفرقة، وأخذ الأجر على النظر في شئون المسلمين، وهذه الأمور لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد حدثت في عهد أبى بكر رضي الله عنه، وأجمع عليها المسلمون بعد بحث ونظر فيها. وكذلك ما حصل من سيدنا عمر رضي الله عنه في جمع المسلمين على صلاة التراويح جماعة بالمسجد، ولم يكن ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا تدوين الدواوين، وصرف الرواتب للجند والمجاهدين، ولم يكن ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما حصل من سيدنا عثمان رضي الله عنه في الآذان الثاني لصلاة الجمعة، وإجراء التوسعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك جمع المسلمين على مصحف واحد وإحراق المصاحف التي كتبها الصحابة لأنفسهم.
    وما ذكرناه هو على سبيل المثال لا الحصر. فكل هذه الأمور يسمى بدعة لأنه استحدث بعد عهد رسول الله، لكنه في الوقت نفسه يسمى سنة من سنن الإسلام لأنه فعل أصحاب رسول الله. وقد ورد فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ}.[1] وقوله صلى الله عليه وسلم: {أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم}.[2]
    ثم جاء عهد التابعين، فدونوا علوم الحديث ووضعوا النقط على حروف القرآن، ووضعوا لها الشكل أيضا (حركات الإعراب)، وكذلك علامات للوقف، وعلامات للمد، ونحوها. وأيضا كتبوا ودونوا تفسير القرآن الكريم، ولم يكن ذلك في عهد رسول الله وصحابته. وأن هذا العمل قام به العلماء حفاظاً على القرآن الكريم، لأن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، قد اختلطوا بأمم الفرس والروم وغيرهم، ودخلت هذه الأمم في دين الله أفواجاً، وأصبحوا يتعلمون القرآن ويتلونه، بل ويبينونه للناس، فاضطر العلماء لوضع هذه الضوابط، حتى يمكن لغير العرب تعلم القرآن وفهمه.
    وكثير من الأحداث التي استجدت، وتستجد في المسلمين، بحكم تغير الظروف، وتقدم العلوم والصناعات، وتجدد المعاملات والمعاوضات، واتساع العمران، وكثرة المنازعات والخصومات، والعلماء يجتهدون في هذه الأمور ويستخرجون لها أحكاماً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدى الصحابة والأئمة، تتفق مع تلك الأحداث، حتى تسير عجلة الحياة، بدون توقف أو جمود.
    وواجب علماء المسلمين اليوم، أن يجتمعوا ويدرسوا الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي تغيرت كثيراً في المجتمع الإسلامي اليوم عن العهود السابقة – واستنباط الأحكام والوصايا والآداب التي تبين حكم هذه الأحداث المتجددة، وتساير هذه الحركة المتغيرة، وحتى يطمئن المسلمون، ويستقروا في حياتهم بما وضعه العلماء من الحلول لمشاكلهم، على هدى وبصيرة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾. [108يوسف]. وقال الله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُم﴾ [83النساء].
    ومعنى هذه الآية الشريفة: أن أولى الأمر، وذوى الشأن في فهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله، جعل الله لهم حكمة وعلماً في استخراج الأحكام التي يحتاجها الناس في حل مشاكلهم، وفى تصحيح مسارهم، على نور من كتاب الله وسنة رسوله. وهذا هو الفقه في دين الله، واستنباط الأحكام لكل حدث يحدث ويستجد في المسلمين من كتاب الله وسنة رسوله.
    وقوله تعالى: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُم﴾؛ تؤكد قيام العلماء المجتهدين، والأئمة الراشدين في كل عصر من عصور الأمة الإسلامية، حتى لا تضل أمة الإسلام، ولا تزيغ عن الهدى . وهذا إكرام من الله خاصة لهذه الأمة دون بقية الأمم الماضية .
    وحيث أن هذه الأمور، أمور ضرورية لحياة المسلمين، واستنباط الأحكام لها أشد منها ضرورة، لاطمئنان المسلمين على دينهم ومعاشهم، فلم تكن هذه الأمور ولا الأحكام التي تستنبط لها بدعة في الدين، لأنها لم تكن موجودة في عهد رسول الله وصحابته، ولكنها سنة الإسلام وهدى القرآن ، سرَّ قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُم﴾ [83النساء]، وهذا بعد قوله تعالى في آية سابقة من هذه السورة أيضاً: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [59النساء]، وكذلك قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [7الأنبياء]. وهذا هو معنى الرد إلى الله وإلى الرسول في الآية السابقة.
    كل هذا معناه: أن الأمور التي تحدث في المجتمع الإسلامي يجب على العلماء التنبه لها، واستنباط الأحكام لها من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الإمام أبو العزائم رضي الله تعالى عنه في حكمة من حكمه: {من أراد الوصول فعليه بعبد موصول، وعليه بحفظ الأصول، وأول أصل من الأصول: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (7الأنبياء)}. وذلك حتى يكون المسلم على بينة من أمره، وعلى معرفة بأمور دينه، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
    وتلك هي السنة الحسنة، وتسمى بدعة حسنة، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء}.[3]
    أما بدعة الضلالة: فهي الأمر المخالف لمبادئ دين الله ولأحكام شريعة الإسلام، وليس من الدين في شيء. قال صلى الله عليه وسلم: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}.[4]
    فتبين أن البدعة – التي يضل به أصحابها – هي الأمر المنكر شرعا وعرفا، ولم يكن لها أصل في دين الله، ولا يستحسنها المسلمون. والفرق بينها وبين البدعة الحسنة التي سنها العلماء وأئمة الهدى – هي أن هذه السنة أمر له أصل في دين الله، ورآها المسلمون شيئاً حسناً وأقرها العلماء منهم، أما البدعة السيئة فهي التي لا أصل لها في الشرع، ولا يستحسنها المسلمون، ولا يقرها أهل العلم والذكر.
    وفى هذا تقرير لأهم المبادئ الدينية، وهى أن الله رفع الحرج والإثم عن المسلمين في كل ما يأتونه من أمور لم تكن موجودة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تتنافى مع مبادئ الدين ولا روح الإسلام . فليس كل ما سكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينه، إذا فعله المسلم يكون بدعة سيئة أو حراماً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ بن جبل عندما أرسله والياً على اليمن: {كيف تقضى إذا عرض لك قضاء؟ قال أقضي بما في كتاب الله. قال: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لمن يكن في سنة رسول الله ؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو – فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله}.[5]
    فحتى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقرآن ينزل، والرسول يبين، قد أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتهاد أصحابه في حل المشكلات التي تحدث لهم مما لم يجدوا فيه حكماً أو بياناً في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك لأن الأوضاع والظروف والشئون، تختلف من بلد إلى بلد، ومن مجتمع إلى مجتمع .
    ومن هنا كان اجتهاد معاذ لأهل اليمن، والرسول صلى الله عليه وسلم قائم بالمدينة، لاختلاف الأمور باليمن عن أوضاع المسلمين في المدينة، ولبعد المسافة بين اليمن وبين المدينة، التي لا تمكن معاذا من الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مشكلة تعرض عليه ولم يجد لها حلا في كتاب الله وسنة رسوله. قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [78الحج]، بيانا لوسعة الإسلام، وتوضيحا لفضل الله على المسلمين ورحمة بهم.
    أقول قولى هذا واستغفر الله لي وللمسلمين، والله يتولانا بهدايته وتوفيقه إلى الخير، ويجنبنا مزالق الشر، إنه مجيب الدعاء .
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    [/center]
    [1] رواه ابن ماجة والترمذي عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه.
    [2] رواه ابن عبد البر في جامع العلم وابن حزم في الأحكام عن جابر رضي الله عنه، ورواه آخرون بصيغ أخرى وإسناد آخر.
    [3] رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والدرامي عن جرير رضي الله عنه.
    [4] متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها.
    [5] رواه أحمد وأبو داود والطيالسي والبيهقي والطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، ورواه آخرون كثيرون عنه.
    سؤال عن البدعة والمحدثات وإجابة الشيخ محمد علي سلامة Banner_Dawaa

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 4:07 pm