السعادة والصفاء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السعادة والصفاء

السعادة والصفاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السعادة والصفاء

سر الوصول إلى السعادة والصفاء والسلام النفسي ،أسراروأنوار القلوب التى صفت وأشرقت بعلوم الإلهام وأشرفت على سماوات القرب وفاضت بعلوم لدنية ومعارف علوية وأسرار سماوية



    رسالة إلى الصائمين

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1890
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    رسالة إلى الصائمين Empty رسالة إلى الصائمين

    مُساهمة من طرف Admin الأحد يونيو 14, 2015 6:21 am



    رسالة الصيام التي أنزلها علينا الملك العلام، وجعل فيها أحكام الصيام، وحكم الصيام، وأجر الصيام، وثواب الصائمين من هذه الأمة المرحومة لمن يتدبر كلام الله وخطابه. رسالة صغيرة، من كلمات معدودة، نسمعها في كل وقت وحين، ولكن تدبرها يحتاج إلى آلاف السنين، لأنها كلام ربِّ العالمين سبحانه وتعالى.

    هذه الرسالة أنت أيها المؤمن مطالب أن تقرأها، وأن تفهمها، وأن تعرف أحكامها، وأن تعرف حدودها، وأن تعلم أوامرها ونواهيها، وأن تعلِّمها لأولادك وبناتك، وأن تعلمها لزوجتك، وأن تعلمها لإخوانك المؤمنين، ثم تعمل بعد ذلك بما فيها لتنال رضاء ربِّ العالمين سبحانه وتعالى.

    وهذه الرسالة لأنها خاصة بنا جماعة المؤمنين، فإن القرآن في حقيقته رسائل الله إلينا منه؛ رسائل إلى الخلق جميعاً وهي التي تبدأ بقول الله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، أو تبدأ بقول الله: (يَا بَنِي آدَمَ)، ومنه رسائل خاصة للمؤمنين وهي التي تبدأ بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ).

    وقد نطق القرآن باثنين وثمانين رسالة وجهها لك المرسل سبحانه وتعالى، كل رسالة منها يحتاج المؤمن إلى تدبرها وفقهها ومعرفة ما جاء بها من أحكام، ودراسة ما فيها من علوم والعمل بما فيها من أوامر لينال رضاء الحي القيوم سبحانه وتعالى.

    ورسالة الصيام يبدأها الله بالنداء على أحبابه فيقول:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183البقرة(.
    ويكفينا مقدمة هذه الرسالة إذا تدبرناها في هذا الوقت القصير، واستمع معي إلى العليِّ الكبير وهو يعلمك الأدب مع رسالته، فيقول فيما روي عنه عزَّ وجلَّ: { يا عبدي، أما تستحي مني، يأتيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق تمشي، فتعدل عن الطريق وتقعد لأجله، وتقرؤه وتتدبره حرفاً حرفاً حتى لا يفوتك شيء منه، وهذا كتابـي أنزلته إليك، انظر كم فصلت لك فيه من القول، وكم كررت عليك فيه لتتأمل طوله وعرضه، ثم أنت معرض عنه، أفكنت أهون عليك من بعض إخوانك يا عبدي، يقعد إليك بعض إخوانك فتقبل عليه بكل وجهك، وتصغي إلى حديثه بكل قلبك، فإن تكلم متكلم أو شغلك شاغل عن حديثه أومأت إليه أن كف، وها أنا ذا مقبل عليك، ومحدث لك وأنت معرض بقلبك عني، أفجعلتني أهون عندك من بعض إخوانك}.

    هل سمعتم أحنَّ وأجمل من هذا الخطاب. يا عبد الله، كن كما كان أصحاب رسول الله فقد قال قائلهم: { إذا سمعت الله يقول:

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، فأرعها سمعك، فإنه إما خير تُؤمر به، وإما شرٌّ تُنهى عنه }(1)

    فاستمع بكلك وقل بلسانك: لبيك اللهم ربنا وسعديك، لبيك لبيك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يعني سمعاً لك بعد سمع، وطاعة لك بعد طاعة، وأعلم أنه إذا قال:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، إما أن يأمرك بخير فسارع إلى التنفيذ فتحصل عليه وإما أن ينهاك عن شرٍّ فسارع إلى تجنبه لتسلم منه

    ولذة ما في النداء تزيل عن المؤمن التعب والشقاء والعناء، من أنا يا أيها المؤمن، ومن أنت حتى ينادي علينا الجليل، ويخاطبنا العليُّ الكبير؟ أيتوجه إلينا بالنداء الذي له الحكم في الأولى والآخرة وإليه المصير؟

    ولكنه كرم من الكريم، وإنعام من المنعم، ينادي على أحبابه فيقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، يعني: يا عبادي يا أحبابي يا أوليائي يا من آمنتم بكتابي يا من صدقتم برسلي يا من أسرعتم إلى طاعتي يا من بادرتم لرضائي ويا ويا.

    ماذا يا ربّ؟ أناديكم لأقول لكم: يا أحبابي. هذا طريق سريع للتوبة، وهذا باب سريع للمغفرة، وهذا ميدان فسيح لتكثير الأجر والثواب، وهذا مكتب تنالون منه شهادة وتدخلون الجنة مع الأحباب، وهذا باب تدخلون منه الجنة بغير سؤال ولا حساب.

    ما هذا الباب يا ربّ؟ فقال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)، لماذا كتب علينا الصيام؟ أللتعب والعناء أم للشدة والشقاء؟ لا هذا ولا ذاك، لأن الله غنيٌّ عن طاعتنا أجمعين، فهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضيره معصية العاصين، وإنما الأمر كما قال سبحانه:

    (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (15الجاثية).

    فرض عليك الصيام ليعطيك المغفرة، وهل هناك شئ في الدنيا والآخرة أجمل من المغفرة؟! لو بحثنا يا أخي ما وجدنا في الوجود كله أجمل من مغفرة الله والحصول على رضاه فإن الإنسان لو ملك الدنيا بأسرها وخرج منها ولم يغفر الله له ذنوبه ولم يستر عليه عيوبه، فهل ينفعه شئ مما ملكه في هذه الحياة
    بل إن الإنسان لو ملأ الأرض عبادة لله ولكن عبادته فيها علة تمنعها من القبول فلم ينل بها مغفرة الغفار، ماذا يفعل يوم يلقى الواحد الغفار سبحانه وتعالى؟

    إن الكريم تفضل علينا وفتح لنا أبواب كرمه وجوده، فجعل من يصوم هذا الشهر إيماناً لله واحتساباً يأخذ في نهاية الشهر شهادة بأنه قد غفرت له ذنوبه،

    وإذا قام الشهر إيماناً واحتساباً ولو بصلاة ركعتين من سنة القيام فقد قال الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه أقلها ركعتان ولا حد لنهايتها فإنه ينال في آخر الشهر شهادة بالمغفرة من الغفار سبحانه وتعالى

    ، ومن فطَّر صائماً فقد نال شهادة بالمغفرة. هل سمعتم هذا؟ أعمال كثيرة يفتحها المولى للصائمين، كل عمل منها يستوجب المغفرة من ربِّ العالمين سبحانه وتعالى، وكأن الله ما فرض علينا الصيام وما سنَّ لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سُنَّة القيام إلا ليغفر لنا ذنوبنا!، ولذا يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: {هذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، بُعْدَاً لِمَنْ أَدْرَكَهُ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، إِذَا لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتى؟ }(2)

    فالذي لا ينال المغفرة في رمضان متى ينالها


    (1)القواعد الحسان في تفسير القرآن، والإتقان فى علوم القرآن وغيرها الكثير من التفاسير وكتب علوم التفسير عن عبدالله بن مسعود
    (2) طس، عن أَنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.



    http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC5_%D1%E3%D6%C7%E4_%E6%DA%ED%CF_%C7%E1%DD%D8%D1&id=39&cat=3

    [URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_Khotab_elhameya_V5_Ramadan_Eid_elfeter.pdf&id=39"]
    منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج5_رمضان_وعيد_الفطر}
    اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
    [/URL]
    https://www.youtube.com/watch?v=gMXCE6Ojl_M&list=UUrTrImSAc7vejgxTmfcDbPA

    رسالة إلى الصائمين Book_Khotab_elhameya_V5_Ramadan_Eid_elfeter[/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:08 pm