خطاب من الله

حال العبد

(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسٰانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء]
وقد علمونا أن الواحد منا فى هذا الطور يسمع القرآن على أنه كلام الرحمن وهو المخاطب به دون سواه هذا الخطاب لمملكتى وحقائقى الدانية والراقية لكى أعمل به وأنال علومه وأسراره ثم أعبر ذلك كله وأصل إلى شهوده.أيـن هـذه القراءة ؟ {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } [العلق]
والواو هنا واو المعية.واقرأ وربك أى اقرأ مع ربك.
فأى آية يسمعها فهى خطاب من الله له والقرآن فى الحقيقة يا أحباب الله ورسوله فيه خطاب لكل عبد من بدء نبوة الحبيب المختار إلى يوم الدين فهى نفس الكلمات لكن المعانى التى تتنزل لك غير المعـانى التى تتنزل لى وعندمـا اقرأ مـرة أخـرى فإن مقام المعـانى التى ستأتى فى المرة الثانية فى المقـام الـذى ارتضيت إليه غير المقـام الـذى كنت فيـه
لكل مقام مقال ولكل مقام حال ولكل مقام علوم وأسرار تتنزل على قلب العبد من الواحد المتعال
(أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) [17 هود]
يقرأه كما يرى فيلم فإذا قرأ آيات الجنة تظهر له كل أرجاء الجنة فهل هذا كلام يستوى مع تفسير المفسرين وتأويل المؤولين ؟ كلا وإذا قرأ آيات القيامة يعاين القيامة وقد قال الحبيب فى ذلك من أرد أن يعاين القيامة رأى العين فليقرأ
( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير] و ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) [الإنشقاق] وعندما يقرأها بهذا الحال يعاين القيامة ويرى كل المواقف فيها كما يطلع الإنسان على بروفات مسرحية ستعرض على المسرح فى حياتنا الدنيوية والبروفات موجوة وقد إطلع عليها الحبيب وعلمنا بما ستصير إليه الأمور وكذلك الإنسان بنفسه يحصل إذا وصل إلى هذا المقام وعندما يقرأ آية آية يأخذ الآية على نفسه فإذا سمع الله يقول له.
( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ) [لقمان]
يعلم أن هذا الخطاب له ويقول لنفسه إسمعى وعى أى نفذى ذلك فى هذه الحياة واعملى بما أوصاك به الله، أما نحن فنقول أنه لقمان كان يقول لأبنه كأنه لا شأن لنا بهذه الآية، وعلى الإنسان حتى قصص القرآن أن يمثلها على مسرح نفسه ويجد لها تصوراً إلهياً فى نفسه قد لا يخطر على البال ولا يمكن أن يشير إليه بالمقال ولكنه شراب يشربه بنفسه من الواحد المتعال: ( وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) [الإنسان].
ذو القرنين وما أدراك ما ذو القرنين !!!!
========================
هـــمــــســات إيــمـانــيــه مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله
========================