السعادة والصفاء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السعادة والصفاء

السعادة والصفاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السعادة والصفاء

سر الوصول إلى السعادة والصفاء والسلام النفسي ،أسراروأنوار القلوب التى صفت وأشرقت بعلوم الإلهام وأشرفت على سماوات القرب وفاضت بعلوم لدنية ومعارف علوية وأسرار سماوية



    حاجة الأمة إلى أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1890
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    حاجة الأمة إلى أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم Empty حاجة الأمة إلى أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء سبتمبر 14, 2022 4:01 pm

    🌱🌱حاجة الأمة إلى أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم🌱🌱
    🌷خطبة الجمعة لفضيلة🌷
    🌷الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌷
    *********************************
    🌲الحمد لله رب العالمين الذي تولى المؤمنين بعنايته، وجعل لكل مؤمن رعاية وعناية ، إن استعان به أعانه وقوّاه، وإن دعاه أجابه ولباه وإن توكل عليه في أي أمر نصره وكفا
    🌲وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحب عباده المؤمنين أن يكونوا بأمره قائمين وسائرين، ولهدى شريعته وكتابه منقادين وبحبيبه صلى الله عليه وسلمّ مستنين ومتبعين،
    🌲وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله ونبيه من خلقه وهادي خلق الله إلى شريعة الله ومبين لهم كتاب الله
    🌲 اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي ربيته على عنايتك وصورته فجعلته صورة لأخلاق حضرتك، وجعلته في أحواله قائما على نهج شريعتك ..
    صلِ اللهم وسلم وبارك على هذا النبي الطاهر الزكي سيدنا محمد وارزقنا أجمعين في الدنيا العمل بشريعته، والمشي على سنته، وارزقنا في الآخرة رفقته وصحبته واجعلنا ممن يقف خلفه ليدخل جنة النعيم مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين يا رب العالمين ..🌲
    🌲إخواني جماعة المؤمنين🌲
    أصبحت أحوالنا الآن لا نرضى عنها في أنفسنا ولا تُرضى أحدا من خلق الله لأن الفساد طلّ والبلاء عمّ وأصبحت الإحن التي كانت في الصدور ظاهرة على الوجوه كأننا في يوم النشور، وأصبحت الضغائن تملأ الطرقات، وأصبحت الأحقاد تملأ المحاكم بالقضايا المتنوعات، وأصبح المؤمن يلقى أخاه المؤمن في الطريق عابسا، أو مولى وجهه جهة أخرى غير ناظرٍ إليه، وإذا ألقى السلام عليه قد يحرك بالرد شفتيه ولا ينطق، يتظاهر بأنه يرد السلام.
    وغيرها من الأمور التي يطول الوقت لسردها ووصفها وأنتم تعلمونها جميعاً،
    ما المخرج من ذلك؟ وما هو الحلّ لكل ذلك ؟
    ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه البررة الكرام
    لقد بُعث صلى الله عليه وسلمّ وما في البرية كلها أمة في هذا الوقت شرٌ من العرب في عنجهيتهم وفي عصبياتهم وفي حروبهم وفي شرورهم وفي آثامهم،
    كيف عالج ذلك كله ووصلوا إلى التخلق بقول الله مع تباعد الأنساب ومع عدم الاقتراب في الأحساب .. وصلوا إلى التخلق بقول الله :
    "إِنما المؤمنون إخوةٌ" (10 الحجرات)
    كان أول شيء فعله حضرة النبي صلى الله عليه وسلمّ هو أن اتجه إلى قلوبهم فطهرها من العيوب وهى سبب كل المشاكل التي نراها والتي نسمع عنها، فكل المشاكل سببها ما في القلوب من حب الدنيا ومن البغض ومن الكره ومن الأنانية ومن حب الذات ومن الرغبة في العلو في الأرض وفي الفساد وغيرها من الصفات التي نهى الله عز وجلّ عنها،
    وبعث النبي صلى الله عليه وسلمّ ليعالجنا منها وجمعها الله عز وجلّ في كلمة واحدة وقال فيه
    " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ" (الحجر:47)
    نزع ما في الصدور من الغلّ وبعدها الحقد والحسد والشح والطمع والحرص وكل ما نراه ونسمع عنه
    وبين ذلك المبين الأعظم صلى الله عليه وسلمّ فقال
    "لا تَحَاسَدُوا، ولَا تَنَاجَشُوا، ولَا تَبَاغَضُوا، ولَا تَدَابَرُوا، ولَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، ولَا يَخْذُلُهُ، ولَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا -ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ- بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، ومَالُهُ، وعِرْضُهُ" (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
    بعد ترك هذه الخصال تخلقوا بما يحبه الواحد المتعال، فبعد أن طهّر النفوس وصفي القلوب زرع فيها الحب في الله والحب لله والحب لكتاب الله والحب لنبي الله والحب لجميع الأخوة المسلمين في الله ولله عز وجلّ
    فإذا أحب العبد الله سبحانه وتعالى كان علامة ذلك أن ينظر إلى مواضع حب الله في كتاب الله فيكون واقفا عندها فيرى الله عز وجلّ يحب أمراً يسارع فيه .. يرى الله يقول
    ﴿ إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ (البقرة:222) فيكون دائما تائبا لله في كل وقت وحين يمشى تائبا ويجلس تائباً وينام تائبا لأنه يريد إذا نظر إليه مولاه يجده من التائبين فيحبه الله ومن أحبه الله سعد في دنياه وفاز في أخراه وكان في جوار حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلمّ.
    حب الله يجعل العبد يتلمّس مواضع محبة الله في كتاب الله فيكون من المتطهرين له ظاهراً وباطنا ليست الطهارة حصراً على الغسل والوضوء والقلب مليئاً بما ذكرناه، لكن أول الطهارة أن يطهر القلب من الأحقاد والحسد والأنانية والحرص لأن الأنصار زكاهم الله وأثنى عليهم في كتاب الله فبما مدحهم ربى عز وجلّ ؟
    اسمع معي إلى مدح الله للأنصار علنّا نتأسّى بهم ونتبع هديهم فنكون منهم ونحشر في جوار الحبيب إن شاء الله أجمعين
    ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ والإيمان مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ ( الحشر:9 )
    لم يمدحهم لصلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج وإنما بالحب والإيثار والحب لإخوانهم المؤمنين دائما وأبدا في كل وقت وحين والحب لرسول الله صلى الله عليه وسلمّ
    كلنا ندعى حب الله وحب رسول الله فما البرهان على صحة هذه الدعوة ؟ وما الدليل على صدق هذه الحجة ؟
    ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ﴾ ( آل عمران:32 )
    هو متابعة رسول الله في كل هديه وفي كل شأنه نحن نتابع رسول الله صلى الله عليه وسلمّ والحمد لله في الصلاة وفي الزكاة وفي الحج .. لكن هل تابعناه في أخلاقه التي مدحه عليها الله وعندما مدحه كان يقوم الليل حتى تتورّم منه الأقدام ويصوم صيام الوصال .. لكن الله عندما مدحه بين لنا لنعلم حقيقة الإتباع لحضرته فقال :
    ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (القلم:4)
    هل تبعناه في هذا الخلق الكريم في قول الله له
    ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ (الأعراف:199)
    ما سبب المشاكل في زماننا ؟؟
    لأننا لم نتابعه صلى الله عليه وسلم في أخلاقه فنتأفف لبعضنا ونتلمّس المعايب لإخواننا وألستنا تلوك إخواننا بالسوء بالغيبة تارة وبالنميمة أخرى وبالسب مرة وبالشتم مرة مع إن الله حذرّنا من ذلك وقال لنا مبينا لنا شناعة ذلك
    ﴿ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ ( الحجرات:11 )
    وهل يوجد أحدٌ يعيب نفسه ؟
    ولكن الله وصف أخيك بأنه نفسك فإذا عبت أخاك فكأنما عبت نفسك لأنه أخاك في الله وأخاك في دين الله وأخاك في الإسلام كما قال الله عز وجلّ
    ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ ( النور:61 ) أنا داخل بيت الله أو بيتي فهل أسلمّ على نفسى ؟
    لا .. أخي هو نفسي، فإذا سلمّت على أخي فكأنما سلمّت على نفسي .. إذا عبت أخي فكأنما عبت نفسي، إذا قصّرت في حق أخي كأنما قصّرت في نفسي، إذا شنّعت على أخي بكلمة أشينه بها يقول الحبيب صلى الله عليه وسلمّ لنا مبينا شناعتها
    ((من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال) (رواه المنذري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما)
    فالحب لرسول الله معناه متابعته في أخلاقه .. في معاملاته في معاملته لولده .. في معاملته لزوجاته .. في معاملته لجيرانه .. في معاملته حتى لأعدائه فقد دخل عليهم فاتحاً وأخذوا يتوارون خوفاً من حضرته من الجُرم الشنيع الذي فعلوه معه قبل هجرته، فدعاهم برحمته وشفقته وحنانته وقال
    ( ما تظنون أنى فاعلٌ بكم ؟ قالوا : خيراً .. أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، فقال لهم : إذهبوا فانتم الطلقاء لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لإخوته : ﴿ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ (يوسف:92)
    ما أحلمك يا حبيب الله وما أوصلك لرحمك يا صفي الله وما أجمل آدابك التي جملك بها الله ونحن تحتاج الآن إلى هذه الآداب
    وهذه الأخلاق وهذه الكمالات لتنتهي كل هذه المشاكل التي بيننا والتي نعانى منها جميعا الآن
    قال صلى الله عليه وسلمّ :
    "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه )
    أو كما قال أدعوا الله وانتم موقنون بالإجابة
    🌲الخطبة الثانية🌲
    الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أظهر دينه في أخلاق وأفعال وأحوال سيِّد الأولين والآخرين، وجعل على هديه الثُّلة المباركة من الصحابة والتابعين، والعلماء العاملين، والأولياء والصالحين إلى يوم الدين.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُحِبُّ الخير ويحُضُّ عليه، وينهي عن الشرِّ ويكافئ مَنْ تجنَّبه وتودَّد بتركه إليه عزَّ وجلَ
    وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُ الله ورسولُه، الرحمة التامة لجميع الأنام، والنعمة السابغة في الدنيا والآخرة للأولين والآخرين.
    اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وآله الحكماء، وصحابته الوجهاء، وكل مَنْ تبعهم على هذا الهدى إلى يوم الدين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
    إخواني جماعة المؤمنين:
    وضع النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم لنا ضوابط في المُسميات الإسلامية، حتى لا نزِّل ولا نضِّل، ولا نحكم أحكاماً غير صحيحة، فوضع تعريفاً للمسلم حتى نعلمه جميعاً. مَنْ المُسْلِمُ؟ قال صلى الله عليه وسلَّم
    "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده")( البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما)
    سَلِمَ المسلمون من لسانه، لا يكذب ولا يقول زوراً، ولا يسُبُّ ولا يشتم ولا يلعن، ولا يغتب ولا ينم، ولا يفعل أي عملٍ مذموم بلسانه، لأنه مشمولٌ بقول الله
    ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ (24الحج)
    أما المسلم في نظرنا الذي يقيم الليل ويصوم النهار ويحُج كل عام ويعتمر كل أسبوع أو كل شهر، إذا لم يكن معه فضائل الأخلاق ماذا قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلَّم، قالوا:
    يا رسول الله فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال:
    (لا خير فيها، هي في النار" (رواه البخاري وابن حبان، عن أبي هريرة رضي الله عنه)
    وسئل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم كذلك عن المؤمن فقال :
    (ليس المؤمن بطعَّان ولا لعَّان ولا فاحشٍ ولا بذيء)( البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)
    لا يخرج من لسانه إلا الطيب، ولا يخرج من جوارحه إلا كل فعل طيب، ولا يقدِّم لكل من حوله إلاَّ كلَّ طيِّب. ولذلك دخل الناس في عهد النبيِّ والخلفاء الراشدين ومن بعدهم في دين الله،
    لِمَ دخلوا في دين الله؟ أبالسلاح؟
    كلاَّ والله، دخلوا عندما أُعجبوا بأخلاق المسلمين، وعندما استصوبوا ما عليه المؤمنون في معاملاتهم وفي تعاملاتهم وفي أخلاقهم مع المؤمنين وغير المؤمنين.
    هذه النظرات النبوية لنا جماعة المؤمنين، لنحكم بما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ونقدِّر الأمور قدرها، ونحاول أجمعين أن نتجمَّل بأخلاق النبيِّ بيننا وبين بعضنا، بالعفو والصفح والمسامحة، والمحبة والمودَّة والألفة، والشفقة والعطف والحنان، والتعاون على البِرِّ والتقوى، والتماسك والمساعدة على فعل الخيرات وعمل الصالحات، إذا كنا كذلك، فإنَّ الله سينظر إلينا نَظَرَ عطفٍ وحنان، يبدِّل حالنا إلى خير حال
    ***************************************
    🌷وللمزيد من الخطب الدخول على موقع فضيلة🌷
    🌺الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌺

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:13 am