رياض المشاهد

(( رياض المشاهد ))

قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه :

التحـــــلي بالتخـلي بعد محـــوي لمحلي
وانفصالي عن فعــالي وســـــروري بالتجلي
وشــــــهودي لوجودي إنـــــــــه نور يحلي
وارتحالي عن عقـالي وانمحـا وهمي وعقلي
واتصالي بانفصـــالي عن سوي مجدي وأصلي
وارتشافي راح قـدس لـــي باب الكنز يولي
عنــدها تمحي ظلالي وأري من غـــــير ظل
نور قدس يبدوا جهراً مشــرقاً من غير فصل
لا بكم أو بكــــــيف أو بنســــــب أو بعقل
تشرق الأنوار تنــبي أم بفـــصلي أو بوصلي
بل بإيجاب وســـــلب قـــول حق غير قولي
عين ســلبي وانمحائي عين ايجابي ونيــــلي
وهما الضـدان لــــكن عنــد أعمي لم يصلي
ثم ايجابي وســـــلبي آيتـــي في محو حولي
لا بعـــــــلم أو بقيد بل بكشـــــف للتجلي
والتجلــــــي لي براق بعـــــــده جزئي كلي
فيه غيب الغيب يبدو معلنــــاً لي بالتجلي
حضرة الأسماء شـــمس قـد أضاءت ثم حولي
وأنا محــــــــو وعــدم وأنــــــــا ظل بجهل
وأنا نــــــــــور مضئ مشـــــرق في كل نزل
لا بمـــــس النار يبدو نور أوصـــــافي وقولي
بل بدا نـــــــــور علي فـــــــعلا نور التجلي
فانمحي الـــــنور بنور وانمحت أنــــجم ليلي
عندها تشـــرق شمس تمحــــو آثاري بعقلي
ويلوح الوجـــه جهراً ويري حيث أولــــــي
خمر قدس ناولـــــتها يـــــد طه محو فضل

هذه القصيدة للإمام أبي العزائم رضي الله عنه وأرضاه.
وهي أصل في قطع السالك للعقبات التي تحجبه عن مقامات القرب ونيله الوصول إلي مولاه.
وهى رموز عالية وإشارات غالية تحتاج إلي أفئدة من الدنيا خالية وقلوب إلي مولاها عز وجل بصدق طالبه للقرب من حضرته ولا يشغلها عن حضرة الله شاغلة.
وسنلمع إلي رزاز من معانيها، لأن حقيقة المعاني لا تظهر وأنت في طور المباني.
فإذا تخليت بسرك عن المباني .... !!!!
وعشت بروحك وقلبك في عالم النور والمعاني .... !!!
وصرت تعاني مما نحن منه نعاني ...... !!!
يلهمك الله عز وجل بأسرار هذه المعاني ...