السعادة والصفاء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السعادة والصفاء

السعادة والصفاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السعادة والصفاء

سر الوصول إلى السعادة والصفاء والسلام النفسي ،أسراروأنوار القلوب التى صفت وأشرقت بعلوم الإلهام وأشرفت على سماوات القرب وفاضت بعلوم لدنية ومعارف علوية وأسرار سماوية



    طلب العلم للعمل

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1890
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    طلب العلم للعمل Empty طلب العلم للعمل

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء سبتمبر 06, 2022 5:34 pm

    🌻🌹💧 ❅♢ ثانياً: طلب العلم للعمل ❅♢💧🌹🌻
    أن يطلب العلم للعمل به لا ليتقول به أو ليخطب به، وإنما يبدأ بالعمل أولاً، فيتعلم ما ينبغي أن يتعلمه ليعمل به، لينال ما يرجوه عند الله، وهذه أيضًا سِميا الصالحين والصحابة أجمعين، ولعلكم تذكرون قول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه: صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم مات تسعة أعشار العلم، فقالوا: كيف تقول هذا والصحابة ما زالوا كثير وفيهم علوم رسول الله؟! قال: لا أقصد العلم الذي تظنون ولكن أقصد علم الورع)) فعمر كان معه تسعة أعشار علم الورع، وهذا هو العلم النافع في الدنيا والآخرة.
    فيطلب الإنسان العلم للعمل به، ويتوقف عند كل مسأله يقولها، فيجعل القول - وهذا هو دأبنا على الدوام - إذا كان في خطبه أو في درس أقول: يا نفسِ اشهدي وإني أشهد هؤلاء القوم على أن هذا القول لكِ أمام هذا الجمع، حتى لا يكون لك حجة يوم القيامة، لأن الحديث أمام جمع، فإذا كان متحدثًا كان الحديث لنفسه أولاً، ثم لغيرهِ ثانياً، قال صلى الله عليه وسلم في الدعاة الصادقين وإن كان الحديث فى الصدقات إلا أنه ينطبق هنا وفى مواضع الأولويات كما أشار العلماء فى شرح حديث صلى الله عليه وسلم:
    { «ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا. فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلأَهْلِكَ. فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ. فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهكَذَا وَهكَذَا» يَقُولُ: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ.}
    يبدأ بنفسه أولاً، ويكون الخطاب لها حتي يعمل بما علم، وأنتم ترون وتسمعون كثير من الخطباء الفطاحل يخطب خطبة مدوية في مكان، وإذا انتهت الجمعه تسمع الحاضرين يقولون لماذا لا يطبق هذا الكلام على نفسه، إنه يعمل كذا وكذا، والناس يتبعون الدعاة، والصغيرة منهم كبيرة عند خلق الله، وهذه هي المصيبه الكبرى، فلا بد لكل واحد منا أن يحصن نفسه بالعمل.
    الإمام الحسن البصري رضي الله عنه ذهب إليه العبيد والإماء في البصره يشكون إليه سوء معاملة أسيادهم لهم ويطلبون منه أن يخطب لهم خطبة يأمرهم فيها بحسن التعامل مع إماءهم ومع عبيدهم.
    فاستجاب لهم، وانتظرو الخطبة القادمة والتي بعدها إلى شهرين، وبعد شهرين خطب خطبة عن معاملة العبيد في دين الله، وإذا بعد الصلاة أعلن معظم أهل البصره من الأغنياء تحرير عبيدهم، فذهبوا إليه لائمين وقالوا: لم تأخرت عنا؟
    قال عندما طلبتم مني ذلك لم يكن عندي عبدٌ ولا أمة، ولم يكن معي مالٌ أستطيع شراء به عبدٌ أو أمة، فانتظرت حتي جاءني مال فاشتريت عبدًا وأعتقته لوجه الله ثم تحدثت ليكون ما رأيتموه، فلا يأمر بأمر إلا إذا نفذه، مثل الأبيات التي قيل أنها إلى الإمام علي بن أبي طالب وعلى أصح الأقوال أنها إلى أبي الأسود الدؤلي:
    يا أيها الرجل المعلم غيره **هلا لنفسك كان ذا التعليم
    أبدأ بنفسك فانهها عن غيها ***فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
    فهناك يسمع ما تقول ويشتفى ***بالقول منك وينفع التعليم
    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله **عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
    يطلب الإنسان العلم للعمل وليس للكلام والجدل، وهنا يخرج من الأصناف التي حذَّر منها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:{ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَهُوَ فِي النَّارِ }
    فنحن كما قال الإمام الغزالي رضي الله عنه وأرضاه: صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله)) طلبنا العلم للعمل، والعلم للعمل هو الأساس الذي ينبغي أن يكون عليه الصالحون.وأذكر في هذا المجال أن الأزهر الذي أكسبه دوى مكانته في الآفاق نظامه التعليمي السابق عندما كان قاصرًا علي الجامع الأزهر ذاته قبل إنشاء الكليات، حتى المجاورة له، فكان التدريس في المسجد، وكان الشيوخ كل واحد له عمود، ولا ينال الطالب الشهادة إلا إذا نال شهادة هؤلاء العلماء وعندما يحصل العلم منهم كانوا لا يأذنون له بالدعوة إلى الله عز وجل إلا إذا دخل خلوة من الخلوات الموجودة في الأروقه ويعطونه الأوراد ويخلوا فيها لعبادة الله، فإذا جاءه فتح الله واستوثقوا منه من فتح الله عليه أذن له في الدعوة.ولذلك عندما تقرأ للشيخ صالح الجعفري رضي الله عنه وأرضاه لحق هؤلاء العلماء الذين كانوا في الأزهر كانوا كلهم أصحاب كشف وبصيرة، ويحكون لهم نوادر لأنهم كانوا علماء مكاشفين وأصحاب بصيره مضية، وكانوا لا يأذنون لغيرهم إلا إذا كانوا على هذه الوسيلة، لماذا؟ لأن هذا سيدخل في قول الإمام أحمد بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وأرضاه: صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم حال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل)). الناس حدث لهم ملل من الكلام، ويريدون القدوة، كل ما يتمناه الخلق ليدخلوا في دين الله القدوة، يريدون رجلاً قدوة في أخلاقه وفي معاملاته وفي كل أحواله وفي كل ألفاظه وكلماته وهذا يحتاج إلي العمل بالعلم الذي قال لنا فيه حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة منها:
    { مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ الله عَلِمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } وقوله صلى الله عليه وسلم:
    { مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً فَعَمِلَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَى الله أَنْ يُعَلِّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ }، وورد: { مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ وُفِّقَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ }
    ❅♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢❅•
    🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد 🌹💧

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 7:15 pm