خطبة الجمعة لفضيلة
الشيخ فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، أنعم على عباده المؤمنين بقُربه لهم في كل وقتٍ وحين، لأنه عزَّ وجلَّ يحبُّ عباده المؤمنين وخاصةً منهم التوَّابين والمتطهرين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنيٌّ بذاته وصفاته عن جميع مخلوقاته، لا ينشغل بزجل العابدين ولا تسبيح المسبحين، وإنما هو عزَّ وجلَّ دائماً وأبداً شُغُله بالمنكسرة قلوبهم من المؤمنين، فإن تابوا إليه فهو حبيبهم وهو يحبُّ التوَّابين، وإن انكسروا بين يديه جبر كسرهم وجعلهم من كل الذنوب تائبين،
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، جعل نفسه كلَّه لله، فوهب حياته لله، وجعل وقته كلَّه لدعوة الله، فجعله الله عزَّ وجلَّ خاتم الأنبياء وخير المرسلين، والشفيع الأعظم للخلائق يوم الدين.
اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا محمد، صلاةً ترضيك وترضيه وترضى بها عنا في كل وقتٍ وحين، وترفع بها قدرنا عندك يوم الدين، وتجعلنا بها أهلاً لمجاورة نبيِّك في جنَّة النعيم أجمعين،
آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
كان في هذا الشهر الكريم تكريمٌ لنبي هذه الأمة، وتكريمٌ لنا أجمعين، ففي هذا الشهر الكريم بيَّن الله عزَّ وجلَّ لنا قدر حبِّه لهذه الأمة؛ هذه الأمة المجتباه؛ أمة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
فإن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عندما دعا أهل مكة للإسلام وكذبوه، وأهانوه، وسبُوه ، وتعرضوا بالإيذاء الشديد لمن اتبعوه، ولما يئس منهم خرج إلى بلدة الطائف يدعو أهلها إلى دين الله وطمع أنهم يعوضوه عن أهل مكة.
ولكنهم كانوا أشدَّ منهم تكذيباً، وأكثر إباءً عن الدخول في دين الله، بل إنهم سلَّطوا سفاءهم وعبيدهم وصبيانهم على حضرته، يقذفونه بالأحجار - ويسبونه بأقذر الألفاظ، فما كان منه صلَّى الله عليه وسلَّم عندما خرج من عندهم، ووجد المشقة والشدة عندهم، أن وقف ينادي مولاه طالباً لطفه به جلَّ في عُلاه، وكان مما قاله في ذلك:
"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهمني!!، أم إلى قريبٍ ملكته أمري!!، إن لم يكن بك غضبٌ علىَّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بوجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنزل بي غضبك، أو يحلَّ علىَّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"( رواه الطبراني وابن عدي وغيرهم عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما)
وما أن انتهى من هذا الدعاء إلا وارتجَّت أبواب السماء، ونزل ملك عظيم يأتمر بأمره ومعه الأمين جبريل،
وقال: يا محمد هذا ملك الجبال فمُرْهُ بما شئت. فقال ملك الجبال: يا رسول الله، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين - ومكة بين جبلين، وهما الأخشبين، يعني أنهيت عليهم نهائياً ولكن الذي سمَّاه ربُّه الرؤف الرحيم قال:
(لا، إنِّي أطمع أن يُخرج الله من أصلابهم من يوِّحد الله عزَّ وجلَّ)(رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها)،
ورفض حتى أن يدعو عليهم أو يُصيبهم أذى أو سوء.
فما كان من الله عزَّ وجلَّ - إكراماً لهذا النبي وتكريماً لهذه الأمة - إلا أن دعاه إلى حضرته، وأخذه إلى موضعٍ لم يصل إليه نبيٌ ولا ملكٌ ولا رسول، وليس معنى ذلك أن الله في السماء، ولكن الله عزَّ وجلَّ لا يخلو منه زمانٌ ولا مكان، وهو كما قال عزَّ وجلَّ عن ذاته في القرآن:
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (4الحديد).
وأعطاه الله عزَّ وجلَّ في هذه الرحلة الكريمة المباركة هدية لهذه الأمة، هذه الهدية هي الصلاة التي فرضها الله عز وجل علينا من فوق سبع سماوات طباقا، لنعلم أن هذه الصلاة إذا أدَّاها العبد وأتقنها كان كأنه يناجي الله من فوق سدرة المنتهى وكان قريباً ومزدلفاً وهو يناجي الله جل في عُلاه.
فرض الله الصلاة خمسين صلاة في أول الأمر
قال صلى الله عليه وسلم:
"فُرض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يومٍ وليلةٍ . فنزلتُ إلى موسى ، فقال : ما فرض ربُّك على أُمَّتِك ؟
قلتُ : خمسين صلاةً ، قال :
ارْجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ ، فإنَّ أُمَّتَك لا تُطيقُ ذلك ، فإني قد بلَوْتُ بني إسرائيلَ وخبَرتُهم ، فرجعتُ إلى ربي ، فقلتُ : يا ربِّ خَفِّفْ عن أُمَّتي ، فحطَّ عني خمسًا . فرجعتُ إلى موسى ،
فقلتُ : حطَّ عني خمسًا ، قال : إنَّ أُمَّتَك لا يُطيقون ذلك ، فارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ . فلم أزلْ أرجعُ بين ربي وبين موسى حتى قال :
يا محمدُ إنهنَّ خمسُ صلواتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ لكلِّ صلاةٍ عشرٌ ، فذلك خمسون صلاةً ، ومن همَّ بحسنةٍ فلم يعملْها كُتِبَتْ له حسنةٌ ، فإن عملَها كُتِبَتْ له عشرًا من همَ بسيئةٍ فلم يعملْها لم تكتبْ شيئًا ، فإن عملها كُتِبَتْ سيئةً واحدةً . فنزلت حتى انتهيتُ إلى موسى ، فأخبرتُه ، فقال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ ، فقلتُ : قد رجعتُ إلى ربي حتى استحْيَيْتُ منه" (البخاري ومسلم عن انس بن مالك)
فجعل الله عز وجل هذه الصلوات التي نقطعها في أوقاتٍ قليلة يُحسب لنا الأجر فيها على أنها خمسين صلاةً في كل يومٍ وليلة،
ولذا قال سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه:
مَنْ حَافَظَ عَلَى الصلوات الخمس في جَمَاعَةٍ فَقَدْ مَلَأَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ عِبَادَةً
فمن أراد أن يكون لله من العابدين فليحافظ على الصلاة في وقتها في بيت الله عز وجل،
ومن لا يستطع أن يحفظ نفسه من الهفوات والزلات والسيئات ويريد أن يغفر له مولاه وأن يستر عليه عيوبه ويغفر له ذنوبه ماذا يفعل لينال ذلك؟
عليه بالصلاة،
ولذا قال الله عز وجل لنا في كتاب الله بأن الذي يدعو إلى الصلاة ليس المؤذن وإنما هو حضرة الله:
"فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ يَدْعُوكُمْ" (10الرعد).
الذي يُقدم الدعوة لنا إلى الصلاة هو الله،
ولماذا يدعونا إلى الصلاة وهو عز وجل لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين
بين عز وجل أنه جعل هذه الصلاة من أجلنا، فقال عز شانه:
"فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ" (10الرعد).
يدعونا لنقف بين يديه ليغفر لنا ما سلف من الذنوب والآثام،
ولذا قال الحبيب صلى الله عليه وسلَّم موضحاً هذا المقام:
" مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ جارٍ بباب أحدكم يغتسل فيه خمس مراتٍ في كل يوم وليلة، فهل يُبقي ذلك من درنه ـ أي: من وسخه - شيئاً؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الصلوات الخمس يُذهب الله بهنَّ الخطايا)[ متفق عليه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ].
ولذا جَاءَهُ رَجُلٌ الى رسول الله صل الله عليه وسلم فَقَالَ:
"يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: ولَمْ يَسْأَلْهُ عنْه، قَالَ: وحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ، قَامَ إلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: أليْسَ قدْ صَلَّيْتَ معنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فإنَّ اللَّهَ قدْ غَفَرَ لكَ ذَنْبَكَ. أوْ قَالَ: حَدَّكَ" (البخاري عن انس بن مالك رضي الله عنه)
فإذا اجتنب الإنسان الكبائر التي عظَّم حُرمتها الله ووقع في بعض الصغائر فإن هذه الصغائر تغفرها الصلوات الخمس
"إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ" (31النساء).
قال سيدنا عبد الله بن عباس في هذه الآية:
[نكفر عنكم سيئاتكم بالصلاة].
فجعل الله عزَّ وجلَّ الصلاة مُكفراتٍ للذنوب، ساتراتٍ للعيوب، غافراتٍ للمؤمنين والمؤمنات، ليكونوا دائماً وأبداً من التائبين والتائبات.
ثم بعد ذلك المؤمن قد يتعرض في الدنيا للمحن، قد يتعرض لكارثة لا طاقة له بها، قد يقع في شدة وقد ينزل به بلاءٌ لا يستطيع دفعه، قد يُصاب بمرضٍ لا يستطيع شفاءه، قد يأتيه أي أمرٍ يعجز الخلائق جميعاً عن دفعه،
ماذا يصنع؟ وماذا يفعل؟
جعل الله تفريج كل ذلك في الصلاة، فالصلاة التي يصلِّيها العبد لله عزَّ وجلَّ لا يدعو دعاءً صادقاً إلا استجاب له الله، ولا يدعوه في حاجةٍ إلا قضاها له الله، ولا يدعوه مريضٌ عجز الطبُّ عن علاجه إلا شفاه، على أن يدعو بيقين وحضور قلبٍ وخشوعٍ بين يدي ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ، فإن الله عز وجل قال في حديثه القدسي:
(قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين:
فإذا قال العبد: الحمد لله ربِّ العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي،
وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: مجَّدني عبدي،
وإذا قال: مالكِ يوم الدِّين، قال الله تعالى: أثنى علىَّ عبدي،
وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى: هذا لعبدي،
وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين،
قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل)[ مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
أي كلَّ طلبٍ يطلبه العبد فهو مجابٌ بأمر حضرة الكريم الوهَّاب عزَّ وجلَّ، (ولعبدي ما سأل
ولذا كان سلفنا الصالح رضوان الله تبارك تعالى عليهم أجمعين لا يقعون في شدةٍ إلا فزعوا إلى الصلاة!!
" كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتاجر من بلاد الشام إلى المدينة، ولا يصحب القوافل توكلاً منه على الله تعالى. فبينما هو راجع من الشام عرض له لص على فرس، فصاح بالتاجر: قف فوقف التاجر،
وقال له: شأنك بمالي. فقال له اللص: المال مالي، وإنما أريد نفسك.
فقال له: أنظرني حتى أصلي. قال: افعل ما بدا لك .
فصلى أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء يقول:
يا ودود .. يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات.
وإذا بفارس بيده حربة، فلما رآه اللص ترك التاجر ومضى نحوه، فلما دنا منه طعنه فأرداه عن فرسه قتيلاً،
وقال الفارس للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة،
لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث،
ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء ولها شرر،
ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل عليه السلام ينادي:
من لهذا المكروب؟ فدعوت الله أن يوليني قتله.
واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه.
ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(لقد لقنك الله أسماءه الحسنى؛ التي إذا دعي بها أجاب. وإذا سئل بها أعطى" ( رواه ابن أبي الدنيا عن أنس رضي الله عنه)
فعليكم جماعة المؤمنين بالصلاة، افزعوا إليها في كلِّ أمرٍ، وادخلوا فيها في كلِّ شأن، وتوجَّهوا إلى الله بقلوبٍ صافية، وبنوايا طاهرة طيبة، يستجب الله عزَّ وجلَّ لكم، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (60غافر)،
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أعطانا ما ينفعنا وما يبلغنا سُؤلنا، ويُرضي عنا ربُّ العالمين عزَّ وجلَّ.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهٌ كريمٌ بخلقه، شفوقٌ وعطوفٌ ورحيمٌ على عباده المؤمنين
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقِهِ وخليلُه، علمنا وهو خير معلِّم أن خير سلاح نواجه به كلَّ صعاب هذه الحياة - مع الأخذ بالأسباب - الاستعانة بالدعاء لله والصلاة، عملاً بقول الله عزَّ وجلَّ:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) (153البقرة).
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمدٍ خيرُ من صلى وصام، وقام ودعا الله عزَّ وجلَّ على الدوام،
صلَّى الله عليه وعلى آله الأعلام، وصحابته الكرام، وكل مَنْ تمسَّك بهديهم ودعا بدعوتهم ومشى على دربهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
كان سلفنا الصالح رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين، يعلِّمون أبناءهم وبناتهم أنهم إذا استغلق عليهم أيُّ أمرٍ
إن كان في أمور الأرزاق، أو كان في أمور الأعمال، أو كان في أمور الدنيا، أو كان في أمور العلم - عليهم أن يفزعوا إلى الصلاة، فيتكفَّل الله عزَّ وجلَّ بنفعهم في ذلك إن شاء الله.
كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة(رواه أبو داود عن حذيفة رضي الله عنه)
وكان الإمام الشافعي رضى الله عنه تأتيه الأسئلة من كل البلاد، وأحياناً كان يحتار في إجابة سؤال، فيقول لصاحبه: انتظر حتى أصلي ركعتين لله، وبعد أن ينتهي من الركعتين يقول له: ((ألهمني الله عزَ وجلَّ بإجابة سؤالك، وهي كذا وكذا وكذا)
وكذلك كانوا في كل أحوالهم وفي كل أعمالهم، لم يكونوا في حيرة في أي شأنٍ كما حدث الآن في مجتمعاتنا، فترى الإنسان حيران في شئونه، لا يعلم من أين يتجه، ولا أين يتوجَّه، ولا أي أموره يختار،
مع أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كما قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يعلمنا الاستخارة في كل أمورنا، ويُحفظنا دعاء الاستخارة كما يحفظنا السورة من القرآن))[ البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه].
ويقول صلى الله عليه وسلَّم: (ما ندم من استشار، ولا خاب من استخار)[ الطبراني عن أنس رضي الله عنه].
إذا تحيَّر المرء في أمرين أيهما صواب؟ ماذا يفعل؟ يصلي ركعتين لله، ثم يدعو بدعاء الاستخارة الوارد عن رسول الله فيلهمه الله عزَّ وجلَّ في صدره بالأمر الذي فيه نفعٌ له في الدنيا وسعادة له يوم لقاء الله.
المؤمن الذي معه الاستخارة كيف يحتار في أمرٍ عُرض عليه!! أي أمرٍ من أمور الحياة الذي ينقذه منه وينجِّيه منه فوراً هذه الاستخارة التي علَّمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
فاعلموا علم اليقين جماعة المؤمنين:
أن الله تعالى ما فرض علينا هذه الصلاة إلا ليغفر لنا بها الذنوب، ويستر لنا بها العيوب، ويقضي لنا بها الحوائج، ويفُضَّ عنا كل حيرة، ويجعلنا في الدنيا في حياةٍ طيبة، ويجعلنا في الآخرة في حياةٍ فيها سعادة وهناءة وسرور.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا وأبناءنا وزوجاتنا وبناتنا وأحفادنا مقيمين للصلاة، ومحافظين على طاعة الله، عاملين بما يحبُّه عزَّ وجلَّ ويرضاه
ثم الدعاء
و للمزيد من الخطب
نرجوا متابعة صفحة
الخطب الإلهامية
أو الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد
=AZVROSdl169C88qaVXhNMfWoYxJ_Piq9m4xu00mhbhGS2RRhQo8D9ZtEPxLTMwLkTGPQv15m-pgXmFEM5a6sixLVam7Iu9fJm_MP62qxTBaUNZLfM69uUA1ihP_iHJBiTaipIKUGYx4RPH8tVWpr002G&__tn__=EH-R]
=AZVROSdl169C88qaVXhNMfWoYxJ_Piq9m4xu00mhbhGS2RRhQo8D9ZtEPxLTMwLkTGPQv15m-pgXmFEM5a6sixLVam7Iu9fJm_MP62qxTBaUNZLfM69uUA1ihP_iHJBiTaipIKUGYx4RPH8tVWpr002G&__tn__=EH-R]
=AZVROSdl169C88qaVXhNMfWoYxJ_Piq9m4xu00mhbhGS2RRhQo8D9ZtEPxLTMwLkTGPQv15m-pgXmFEM5a6sixLVam7Iu9fJm_MP62qxTBaUNZLfM69uUA1ihP_iHJBiTaipIKUGYx4RPH8tVWpr002G&__tn__=EH-R]
ة
=AZVROSdl169C88qaVXhNMfWoYxJ_Piq9m4xu00mhbhGS2RRhQo8D9ZtEPxLTMwLkTGPQv15m-pgXmFEM5a6sixLVam7Iu9fJm_MP62qxTBaUNZLfM69uUA1ihP_iHJBiTaipIKUGYx4RPH8tVWpr002G&__tn__=EH-R]