السعادة والصفاء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السعادة والصفاء

السعادة والصفاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السعادة والصفاء

سر الوصول إلى السعادة والصفاء والسلام النفسي ،أسراروأنوار القلوب التى صفت وأشرقت بعلوم الإلهام وأشرفت على سماوات القرب وفاضت بعلوم لدنية ومعارف علوية وأسرار سماوية



    التبرك بغير آثار النبي صل الله عليه وسلم

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1889
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    التبرك بغير آثار النبي صل الله عليه وسلم  Empty التبرك بغير آثار النبي صل الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أكتوبر 27, 2015 2:28 pm

    ورد في هذا المحور بعض ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في الحثِّ أو في مشروعية التبرُّك بغير آثاره, كما سنورد فيه بعض ما أفاده أو فعله المسلمون فيما يتصل بالتبرُّك, والغرض من ذلك هو التأكيد على أصل مشروعية التبرُّك, وأن ذلك هو مذهب عموم المسلمين إلاّ من شذَّ منهم.
    1- وردت روايات عديدة مفادها أنَّ غبار المدينة المنورة شفاء من كلِّ داء, وأنَّه مما يُتداوى به من داء الجذام.
    منها: قوله (صلى الله عليه وآله): (( غبار المدينة يُبرئ الجذام )) (30).
    ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله): (( إنَّ في غبارها شفاء من كل داء )) (31).
    ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله): (( والذي نفسي بيده أن تربتها لمؤمنة وأنها شفاء من الجذام )) (32).
    ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله): (( غبار المدينة شفاء من الجذام )) وفي رواية (( غبار المدينة يُطفئ الجذام )) (33).
    هذه الروايات الواردة من طرق العامة تعبِّر عن أن الله تعالى قد جعل لأرض المدينة المنورة خصوصية هي أن ترابها وغبارها يقي من كلِّ داء ويشفي من الجذام, وهي بذلك تحثُّ على التبرُّك بها لتحصيل هذا النفع, فلو أن أحدًا قصدها وتبرَّك بغبارها رجاء الوقاية من الأدواء أو الشفاء من الجذام معتقدًا أنَّ تلك خصوصية قد منحتها العناية الإلهية لها وأنه ليس لها هذه الخاصيَّة لولا أن الله تعالى قد جعل لها ذلك, هل يصحُّ أن نرمي من قصدَ ذلك بالشرك لمجرَّد أنه اعتقد وجود هذه الخصوصية في أرض المدينة حتّى لو فرض عدم صحة هذه الأخبار؟!
    2- وردت روايات عديدة تحثُّ على المسح باليد على الحجر الأسود والركن اليماني والمقام وتُخبر أنّ لذلك آثارًا معنويّة وأخرى ماديّة: 
    منها: عن ابن عمر (( أن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطَّان الخطايا حطًّا )) (34).
    ومنها: عن ابن عمرو: (( أن الركن والمقام من ياقوت الجنَّة... وما مسَّها من ذي عاهة أو سقم إلا شفي )) (35).
    ومنها: عن ابن عمر: (( أن مسحهما كفارة للخطايا )) يعني الركنين(36).
    ودلالة هذه الروايات على أن الحجر الأسود والركن اليماني والمقام من المواطن التي جعل الله فيها البركة واضحة, كما أن دلالتها على استحباب تحصيل الآثار المذكورة أيضًا واضحة وهذا هو معنى التبرُّك.
    3- وردت روايات مستفيضة إن لم تكن متواترة تحثُّ على الاستشفاء بماء زمزم والتبرُّك به:
    منها: عن أبي ذر (( أنَّها - أي زمزم - مباركة, وهي طعام طعم وشفاء سقم )) (37).
    ومنها: عن صفية: (( ماء زمزم شفاءٌ من كلِّ داء )) (38).
    ومنها: عن ابن عباس: (( التضلُّع من ماء زمزم براءة من النفاق )) (39).
    ومنها: عن ابن عباس (( ماء زمزم لِما شُرب له, فإن شربته تستشفي شفاك الله, وان شربته مستعيذًا أعاذك الله, وان شربته ليقطع ظمأك قطعه الله وان شربته ليشبعك أشبعك الله, وهي هزمة جبرائيل وسقيا إسماعيل )) (40).
    ومنها: عن جابر: (( ماء زمزم لِما شُرب له, فمن شربه لمرضٍ شفاه لله أو لجوعٍ أشبعه الله أو لحاجةٍ قضاها الله )) (41).
    تلاحظون أنَّ هذه الروايات الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) صريحة في أن الله تعالى جعل ماء زمزم وسيلة لتحصيل البركة والنفع ودفع الضرر.
    4- وردت أكثر من رواية في (الملتزَم) مفادها أنه موضع لاستجابة الدعاء.
    منها: عن ابن عباس: ((  ما دعا أحد في هذا الملتزَم إلا استُجيب له )) (42).
    ومنها: عن ابن عباس: (( ما بين الركن والمقام مُلتزَم ما يدعو به صاحب عاهة إلا برئ )) (43).
    فالملتزَم بحسب هذه الروايات من مواطن استجابة الدعاء, وذلك يعبِّر عن وجود خصوصية أودعها الله عزَّ وجلَّ فيه ومنحها إياه, وهي تقتضي رجحان قصده لتحصيل هذا الأثر الممنوح من قبل الله تعالى.
    وثمّة روايات أخرى كثيرة نوَّهت ببعض المواطن رأينا الإعراض عن ذكرها خشية الإطالة.
    5- نقلتِ الكثيرُ من كتب علماء السنة ما يعبِّر عن وجود ارتكاز متشرعي وسيرة متشرعيَّة دأب المسلمون على سلوكها والجري عليها دون نكير إلا ممن شذَّ منهم, هذه السيرة هي التبرُّك بقبور الصالحين والشهداء.
    منها: ما ورد في المغني لابن قدامة الحنبلي قال: (( يُستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم, وكذلك في البقاع الشريفة )) (44).
    ومنها: ما أفاده الغزالي في كتابه إحياء العلوم: ((... أن يسافر لأجل العبادة, إما لحج أو جهاد... ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء وكلُّ من يُتَبرَّك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته.... )) (45).
    ومنها: (( ما أفاده الحاكم في المستدرك وابن الجوزي في صفوة الصفوة عن قبر أبي أيوب الأنصاري قال: يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا )) (46).
    ومنها: ما ذكره ابن جبير في رحلته: (( بلال الحبشي مؤذِّن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), قبره بدمشق وفي رأس القبر المبارك تاريخ باسمه, والدعاءُ في هذا الموضع المبارك مستجاب وقد جرَّب ذلك كثير من الأولياء وأهل الخير المتبركين بزيارته )) (47).
    ومنها: ما أفاده السمهودي في كتابه وفاء الوفاء عن قبر صهيب الرومي: (( إنهم جرَّبوا تراب قبر صهيب للحمَّى )) (48).

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 8:29 pm