السعادة والصفاء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السعادة والصفاء

السعادة والصفاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السعادة والصفاء

سر الوصول إلى السعادة والصفاء والسلام النفسي ،أسراروأنوار القلوب التى صفت وأشرقت بعلوم الإلهام وأشرفت على سماوات القرب وفاضت بعلوم لدنية ومعارف علوية وأسرار سماوية



    الأخلاق المصطفوية منحة إلهية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1890
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    الأخلاق المصطفوية منحة إلهية Empty الأخلاق المصطفوية منحة إلهية

    مُساهمة من طرف Admin الأحد يوليو 26, 2015 5:38 am


    قد يتصنع الإنسان الحلم لغاية في نفسه، فإذا لم ينل الغاية ظهر مكنون ما في نفسه، لكن النبى صلى الله عليه وسلم انظر إليه لتعلم قدر منح الله عليه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: {كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلا حَقٌّ}{1}




    لكن من تصنَّع إذا غضب لا يستطيع أن يحافظ على هذا الخُلُق، ولذلك كانوا يقولون: (اغضب الرجل تعرفه) تعرف إن كان متصنع أم منحة، إذا غضب تعرف ما في مكنونه، فإذا كان المكنون والباطن ليس فيه إلا حضرة الرحمن، فيكون ظاهره كباطنه، وباطنه خير من ظاهره، وهذا ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم، وما عليه أهل الخلة والمعية الذين دخلوا في زمرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهذه منحة إلهية:




    تخلق بأخلاق الإله وحافظن      على منهج المختار في العُقد تُنسق



    يكفي أن تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مدحه الله وأثنى عليه بهذا القول الكريم إلا بعد أن جمع له كل أخلاق النبيين والمرسلين السابقين وزاده عليهم:



    فاق النبيين في خلق وفي خُلُق      فلم يدانوه في علم ولا كرم



    إذا رأيت في كتاب الله مدح أنبياء الله واصفياء الله ورسل الله تجد المدح كله في مدى تخلقهم بأخلاق الله، فمدح إبراهيم بقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}النجم37 وإسماعيل بقوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً}مريم54 وداود بقوله: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}ص17 ونوح بقوله: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}الإسراء3




    كل أنبياء الله منحهم الله صفة كريمة من أوصاف الله، وجمع كل هذه الأوصاف وزاد عليها لحَبيبه ومُصطفاه، فالأنبياء عظماء، وهم عظماء الأولياء، ولكل عظيم صفة أو أوصاف منحها الله له، وهو صلى الله عليه وسلم فوق كل هؤلاء العظماء: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}القلم4



    أي أعلى من كل ذو خُلُق عظيم من الأنبياء والمرسلين السابقين لأن الله جمع له وزاده من عنده وقال له: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}النساء113



    علمك ما لم تكن تعلم عن الأنبياء والمرسلين وعلومهم وأسرارهم وحقائقهم ومقاماتهم وقربهم من الله، ثم بعد ذلك كان فضل الله عليك عظيماً. إذاً الأخلاق المصطفوية منحة إلهية، والباب إليها صدق النية، وصفاء الطوية، والإخلاص في القصد في كل قول أو فعل أو حركة أو سكنة لرب البرية.




    الطريق واضح، ليس بكثرة الأذكار، ولا بالقيام ولا القعود، لكن بالصفاء والنقاء والإخلاص لنور الله ووجه الله جل في علاه، قال صلى الله عليه وسلم: {طُوبَى لِلْمُخْلِصِينَ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى تَنجَلَّى عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ}{2}



    وفي رواية أخرى: {إِنَّ لِلَّهِ ضَنَائِنَ مِنْ خَلْقِهِ يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ، وَإِذَا تَوَفَّاهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ، أُولَئِكَ الَّذِينَ تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُمْ فِيهَا فِي عَافِيَةٍ}{3}



    لأنهم أخلصوا القصد لله: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} ص



    هؤلاء في رعاية الله وعناية الله لأنهم أخلصوا القصد لله، والنية لوجه الله.




    ما الذي يعين أيضاً على بلوغ المراد؟ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}آل عمران159




    {1} سنن أبي داود والدارمي


    اضغط للتحميل أو المطالعة مجانا :من كتاب الجمال المحمدى ظاهره وباطنه 





    الأخلاق المصطفوية منحة إلهية -1-638


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 3:28 pm